كونٌ لا يتسعُ لقدميّ أحلامك
فاسيلي كاندينسكي (1866-1944) فنان روسي.
- الأثنين 3 آب 2020
تبرّأتْ منّي الحياة
أشاح وجهه الفرح
لفظتني بعيداً عن ذراعيها السعادة
ابتلعني الوهم
كما تبتلع العنكبوت بنات جلدها
زفرتْ بوجهي الابتسامة
وأسدل الليل ستاره طارداً آخر شعاع للشمس
أجرّبتَ أن تأخذك العزلة بعيداً
بخطى لا تنتهي
أن تنسى صوت الموسيقى
أن تألف صوت الصراصير الليليّة
وهمهمات الريح بين أوراق الشجر
عواء السماء
كأنّها تحاول ابتلاعك
أن تكون لعنةً على هذه الأرض
تشمّر عن ساعديك الأفعوانيين
تطرح سمّاً في الأفق
كما لم يفعل شيطان آخر
وتبحث عن نصيبك من البشاعة
من زرع بداخلك ذلك المتمرّد
ذلك الجني الراقص على هزائم روحك
من أوحى لك بتلك الرؤية حتى لمستَ الأفق بإصبعين اثنين
وعدلت هيئة السماء المريضة
بشمسٍ لا تتقن الرقص
وقمر لا يضيء إلا لذئبٍ يعوي في وجهه
كيف لك أن تتقيّأ حنجرتك صراخاً
أن تدفن الموروث بالمعروف وتخيطه برداءة الإثنين
وتلملم بقايا الكلام لتنشرها سُحباً غبيّة
أينتزعك الحلم من فراشك
لتقف فارداً ذراعيك لما لم يكن
تتلمّس الطرقات
كأنّها لم تعرف خطاك يوماً
وتضيع في صوت المرافئ والقبائل
شبحٌ يعلّمكَ الكلام
وآخر يقتصُّ من لسانك مع كلّ أغنيةٍ تقول
يرفضك الكون الذي أعطاكَ كوناً لا يتّسع لقدميّ أحلامك.