الأربعاء 18 كانون الأول 2024 | 4:51 صباحاً بتوقيت دمشق
فؤاد علي ديب

البريّة

البريّة
سيراون باران - فنان عراقي.
  • الأحد 19 نيسان 2020

لاهثا يمشي ظمأه أمامه زبداً...
ناسياً ما تساقط من عطشه في كأسٍ غبشته برودة الماء
وبصمات أصابعه فوق الغبش تفضحه بالسقيا...
نادماً أقرّ دون إكراه بارتكابه عصيان و معصية القصيدة
تأخر شيطان الشعر وتموز يشي ويوشّي خصر الظهيرة بالحر والسراب.
كوز التين لم يعد يقوَ على احتضان صراخ الماء
وملمح الحمل على أيامه الأخيرة يبشر آب بالعنب....
تأخر شيطان الشعر و الشعر لا يؤخذ عنوة
القصيدة فرس بريّة جامحة ترمح عند سفوح الرؤى سهولها، حدود صهيلها...
والمروّضة تدور مربوطة داخل سور من خشب الكلام
البريّة تركض حافية تُطير شعرها، تصفق الريح بصدرها.
المروّضة تخبّ وتحمحم ويدقّون حدوتها بالمسامير.
البريّة لها النهر، سقيا وعشب المدى أكلٌ ورؤيا.
المروضة تأكل عشباً يابساً وتشرب في حظيرتها من وعاء معدنيّ.
البريّة تتبختر عارية الظهر تغوي عاشقاً تختاره، تنتحي به خلف النهر فلا يعبر صهيلها غيره.
المروّضة تحنّ تحت السرج تنتظر ماءاً لا تعرف جدوله.
البريّة تنجب مهراً حرّاً حدوده رجع الصدى.
البريّة تنجب مهراً يلوك اللجام
يهديه صاحب المزرعة لحفيدته تسميه ..تحدوه ، تسرّجه ... يأكل من كفّها حبّة سكّر حين يقفز فوق عارضة خشبيّة.
هامش
"شيطان الشعر يقهقه يتمدد في غرفةٍ مكيّفة يقول ما لي والمجيء تحت شمس تموز أو آب كي تكتب أنت قصيدة"