بحيرة يستقي منها العالم
منظر طبيعي من مقاطعة شانشي شمال الصين، تصوير: إيفا بابازي (اليونان) أيار 2019.
- الثلاثاء 2 تموز 2019
صُوَر
نحن بشر من تاريخ قاسٍ والمرأة في حياتنا تشبه الخريف
إننا لوحة عتيقة تعابيرها سحرية وطموحها مشوّه
غير أن شعورنا إزاء خيالنا المريض
يُنجب ذلك التنوّع العجيب
ويترك الذكرى تهيم على شكل صوَر.
***
علاقة سوريالية
في الدياجير المستقلة فوق عالم الخجل
يكمن الأنين والأجساد المبللة اللذيذة
وبلا دم يُهدر تنغرس الأظافر بالأجسام شاذّة وتتضاجع الأحياء
بينما تتحمل الأرض العظيمة غرائز الكائنات
وفي الزمن الذي تخترق فيه رأسك الصغير أحلامك القديمة:
هذا الخلق يستحق الاحترام
يندفع الكائن الصغير مذعورا:
إنها الطريقة التي تستمر بها الحياة
***
عميقة وجدلية المسافة التي بيننا
إنها صدق لم اّلفه
إن نغما صافٍ يتمشى في شارعٍ متسق
ومع هذا لست وحيداً
بل ما زلت أتعلّم الحب برفقة جسدي الحائر
وقلبي الذي لا يظلّ حزينا
***
لا ريب أنك مجنون! تمشي بين السهول
ولا تستجدي شيئا من العالم
وغريب أنت بصوتك المزعج المشّوه
(يا إلهي على هذا التطفل)
ومع ذلك ترحّب كثيرا عندما أُحييك مجاملة.
***
مغبّرة ومتوهجّة الليلة التي ظهر فيها البركان الخفي
ونبتت منها العقيدة
وطار فيها غراب أعرج بعيداً
وصامتة صامتة
الليلة التي تأبط فيها إنسان حجري عشبا أخضر.
***
ألعاب
لقد عبر التاريخ على ظهورنا
مثل حبّة عرق تزحلقت على رموش طويلة
وكشيء ولِد من علاقة الشمس مع السنابل الذهبية
فيما المجرة تنغمس عند حافة الكون
انفلت الشيء النزق وتفتفت وظهرنا على شكل ألعاب،
ومن ثم تميّز شكل الأرض
ومسّ مرح أخضر لطيف وجه الطبيعة
وتبادلت الكائنات
وبين كل عصر وعصر في يوم مليء بالأحداث
كانت تلتقي أربع أعين مدهوشة وسط رياح الغروب .
***
الحب مرة أُخرى
لاشيء يمنح النضج كالحب
فالزهرة الذهبية على حافة الوادي
والطير الغرّيد في السماء يستمدان ألقهما منه
وأيضا الغربان الطوافة فوق الأبنية العتيقة
يبدو صوتها وقد مسّه الحب
والراعي الشارد في الفلاء
والوادي والجبل والنهر في سلام متاّلف خفي
إن الحب كأصغر بحيرة يستقي منها العالم.
***
المنام الثقيل
في المنام الثقيل أنظر الى المذابح العصرية
وأرى الدماء تنفر من عيني شلالاً
وقلبي ينبض بقوة عالي النفس من الأحلام
وفي الفجر ينهض جسَدكَ الحنون
وقد بزّ عضل جسمك وطَال شَعرك
وإذ بصدرك عريض
وعينيك كبيرة مكسورة اللون.
***
لون السماء وشكل الغيوم ها هنا
هما امتداد للتي في أوروبا وإفريقيا والعالم أجمع
والكائنات من تحتها
إن المرء ليشعر بذلك الاختلاف الحزين.
***
اللوحة المزخرفة
السنجاب يقفز بين الأغصان
والجرذ يسري بين الحقول
وإنسان الحلم يتزحلق على قوس قزح
ومنتهزة الأمان تقفز السمكة لترى السماء الزرقاء
وأيضا أعلى التلعة القروي الضارب الى السمرة
يرمي نفسه في أحضان العشب
هذه الأشكال الراقصة في الأرياف هي روح الفنان
إن الروح الهائجة تمنح أشكالا دون ريشة
وعلى الارجح تلك الارياف المحبوبة هي الروح عينها.
(من كتاب مذكرات 2008)