الأحد 22 كانون الأول 2024 | 5:42 صباحاً بتوقيت دمشق
آنا عكاش

ذلك الزورق الحديث الطلاء

ذلك الزورق الحديث الطلاء
عن الإنترنت، المصدر brinoism.com.
  • السبت 1 حزيران 2019

في يوم المرأة..
كم أحسد النساء اللواتي ينتعلن الكعب العالي، ويعتنين بتجاعيد وجوههن بالأقنعة المغذية والبوتوكس...
تلك النساء ذوات الأظافر الطويلة الملونة، الهانئات مع رجال يدللونهن بباقات الورود والشوكولا...
وبأطواق ذهب تزين رقابهن،
أحسد أيضاً النساء المسروقات من قصيدة عشق لشاعر،
يطلب الوصل ويلوّعه الحرمان..
يتوق في كل قصيدة، لامرأة مختلفة....
أما أنا.. وفي عيد المرأة.. لا أشتهي سوى شيئاً واحد..
أو عدة أشياء صغيرة.. وأنا أنظر إلى حذائي الرياضي..
أو حين أعدّ شعراتي البيض أمام المرآة..
لو أن النهار يطول.. لأنجز ما علي إنجازه..
دون تأجيل ليوم آخر.. قصير أيضاً.. لن يكفيني..
لو أن صدفة جميلة تجمعني بمسؤول كبير في المحروقات..
أجمل من "راسل كرو".. وأكثر رجولة من "ماكسيموس"..
يقع في حبي من النظرة الأولى..
ويطلّق زوجته من أجلي..
فيؤمن لي جرة غاز.. ومئتي لتر من المازوت بالسعر الرسمي..
يدفئ قلبي.. وأصابعي..
****
زورق أزرق..
على جيب سترتي الأيمن أثر طلاء مركب بحري أزرق..
وفي حذائي علقت حبات رمل..
أمارس افعالي اليومية بالتقسيط..
في الصباح.. ألبس بنطالي الجينز الأزرق كالبحر الهائج..
أجلس طويلاً وأدخن سيجارتي الخامسة.. ثم..
ارتدي الكنزة..
أعقد رباط حذائي بصعوبة.. ضجرة من الأفعال اليومية المتكررة الى ما لا نهاية..
وطوال اليوم.. بين حين وآخر.. ألمس الطلاء الأزرق المتيبّس.. على جيب سترتي الأيمن..
يأتي المساء فأعود لأفعالي اليومية الضجرة..
أخلع فرده حذاء.. أفرغ منها رمل الشاطئ..
امسح الكحل عن عين.. وأؤجل الاخرى..
اشرب الشاي وأدخن السيجارة رقم مئة..
ثم أمسح الكحل عن عيني الأولى..
اتذكر رذاذ البحر.. وذلك الزورق الحديث الطلاء..
ترك أثره على جيب سترتي الأيمن..
وأبحر.. بعيداً.. جداً.. جداً..