أَستُكمل حياكتي بمسلتك
الربع الخالي في الجزيرة العربية - عن الإنترنت
- الجمعة 25 كانون الثاني 2019
- صوت: أيها العالقُ في وسناتِ الهضابِ
عرّف للريحِ عن حزنكِ
اكتبْ بماءِ الحلمِ اسمكَ القادم من" ألف ليلة وليلة"
كُنْ طفوليَّ الصوتِ كي لا تُجفلَ الغزلان في غاباتِ الضحك.
- أقول لأمي حدثيني عن مخاضي وصوتك المزهر على مروج الليل
وأمي مذ أنجبتني والتجاعيد ذابت عن وجه العالم
أراحت كاهلها من عبء القصيدة
لأعود لرحم الهضاب راعياً من قصب.
- أمي: يا بني أكتمل بكم وأخسر فرحتي حين يسرق الزمن منكم الحلمَ
ابتسمْ ليزهر جسدي بالحياة، الحزن غيمة.
- أبي: بني أذكر ليلتكَ تلك حين اتفقتُ وأمِّكَ على بعث الروح في وهم وجودك
قلت لها حينها
"أحبك" فحييت
وليلةَ أنجبَتْكَ أغدقك المطرُ فسميناك "خضر"
- أخي: صحوتُ بذاك الفجر والبرد يستر جسدي سمعت صوتك الخفيض كان صوت جدول يحاول نبس التراب عن عينه فارتدته الخضرة لوناً للأبد وقالت أختكَ حين صحت: هل أنجبَتْ أمكَ شتلة؟
- والآن أيها الصوت الآتي من صحراء الزمن من دفتر الليل المليء بالنجوم والأحلام أَستُكمل حياكتي بمسلتك؟ جرحي ينز شباباً ضاع في حرب العدم وفقدتُ ظلي مذ سُرقتْ قدماي من دنيا الحلمِ وصرتُ آلةً تمضغُ الخيباتَ وتصدأ بعد كل مطر.
-صوت: للمطر وجوه عدة فابحث في معاني الماء عن رذاذ الأمل وكيف تزهر الأرض تحت براثن الحرب والوحشة فالأديم يواري اليأس ممزوجا بدماء الأغاني
والجندي الذي عمّد وحدته بالصمت صار فيك بحراً يتيم المواجع
وأنت الصوتُ أمام دريئة السكون
فاستعدْ ماء ضحكتك ليحيا الموتى في سطور القصيدة.
المدينةُ المراهقة
سأضيءُ دموعي كما يفعل الله بقلوب الفقراء
وأستمعُ لأغنيةٍ حزينة ليزيد نشيجي
ثم أقطف عن شفتي كل هذا الملح وأقدمه لأقرب بحر
سأعانق الشلالات التي مرت بيّ
وأطبطب على كتف الغرقى واحداً واحد حتى لو كنتُ جميعهم
وعلى ما تبقى من طمي الأنهر التي اجتاحتني سأرسم قلباً بلا سهم يخترقه
ليبقى نابضاً بجثث السمك المقتول من شدة النسيان
النسيان يتسع لنا جميعاً فلا تقلقوا
سقطتْ الورقة الأخيرة عن شجرة أحلامي
وصرت برياً أطارد بقائي بين شوارع المدينة المستديرة
المدينةً التي خرجت من المربعات الأمنية واستدارت بخرابها كنهد مراهقة
ترضعنا حليبها الشحيح
فلا نشبع ولا تطاوعنا القلوب باعتناق مدينة أخرى
ها أنا أمامكم أيها المترفون بالآمال
لا ثوباً يستر خذلاني
ولا حلماً يؤخر خيبتي
خاوٍ تماماً إلا من الأحزان
لا أجيد سوى البكاء على جدران العمر المتهدمة
وكتابة المرثيات في زهرة شبابي المحروقة
ها أنا أمامكم أيها المترفون بالآمال
امنحوني ما يسد رمق قصيدة ويشفي حنيني وغربتي بينكم.