الأحد 24 تشرين الثاني 2024 | 8:11 صباحاً بتوقيت دمشق
بهاء ايعالي

هذا الهواء المدنّس

هذا الهواء المدنّس
دلدار فلمز - فنان سوري (1970).
  • السبت 1 حزيران 2019

1
أسحبُ سعف الأشجار
وأصواتُ بائعي الخضار المتجوّلين
أدفعُ ثقلَ جسدي
وشتائمُ السائقين التي تشقُ طرقاتٍ جديدة
أسحب-أدفع
أدفع-أسحب
وأنشّفُ عرق إبطي بالشمس.
2
بيك-آب على ظهره خردة الأغنياء
وكراكيب الفقراء
مع بعضها متباينة كفردتي حذاء في البالة
يشرُّ منه رائحة الصدأ والوقت المأكول...
3
باعة عرق السوس
الجلاب
الماء البارد
شعراءَ أرادوا قراءة لغة الأفواه
الباعة، برندحاتهم العالية
يُبصَق الحب
والكره
والضحك
والبكاء
الباعةُ يخرجون من الحي
وأصواتهم تضع كراسينا وتنتظرهم.
4
في هذه المدينة التي لا مكان لوضع مسمارٍ فوق آخر
العاطلون يفتقدون لزجاجات البيرة
التلامذة الصغارُ يحاولون أن يتأخروا عن الباص
أغاني مسجّلات السيارات مثيرةٌ للمرح والموت
وأنا
سارقُ الكتبِ
حامل حقيبة الظهر السوداء
لابس حذاء القماش نايكي
أنسلُّ كالغبار
أسيرُ كضفدعٍ
بينما يحاول النهر تغيير ملابسه المتسخة من فوق.
5
الأشجارُ في قاسم الطريق
التي تحاول تسلّق وجه الله
تلملمُ رائحة المياومين المستريحين في ظلالها
كأنّها آخر جنّةٍ
حلم بها هؤلاء
أو سيجارةً تنفضُ الراحةُ فوق رؤوسهم.
6
الشحّاذُ وراكب الشيفروليه
يتقاسمان معاً
هذا الهواء المدنّس بالمازوت وبكاء العاهرات
هذه السماء المزنّرة بالأبنية وحمّالات الصدر الزاهية
فقط هذا ما قيل في المسافة بينهما:
شتائمُ عالية
وساندويش فلافل
ومراكبُ لا تحمل أسماءً.