فضّة فارسيّة
عباس الأول يقدم الكأس لمحمد خان أوزبك، جدارية من قصر "چهل ستون"، أصفهان، 1647 (إنترنت)
- الجمعة 3 أيار 2019
شعر:*كامران رسول زاده
1
طالما أنّي ما كنتُ السماء
في الوقت الذي أحاطت بي كل هذي الطيور –
فلماذا لا أكونُ شجرةً؟!
لا سيّما أن قلبي ملآن بالأعشاش
التي بنيتُها من أجلهم...
2
كيف لا تذكرين
أوّل يوم أتت عيني عليك-
رأيتُك
ولم تريني!
ألقيتني خلف غرورك ... ومضيت
لا تكوني لي حبيبةً
فقط
كوني شعراً.
3
حزينٌ ،
مثل شعر يُرتّلُ بعد الموت،
مثل ضحكة تعبة تريكة داخل إطار صورة،
مثل كاتب وجد نفسه واقعاً في مواجهة الموت،
والموت ; أغنية مريرة لحظة السريرة
وأنا حزينٌ ... كتلك الأغنية.
4
أهرقتُ الكثير من الدماء بسبب الشعر
وافيني إلى الصفوف الأخيرة
أنا بدونك
سوف أنتهي ...
5
منذ طفولتي
ولم يزل التعبُ المُرّ بذاته باقٍ فيّ
وسط قليل من الضحكات ...
قبضة ... قبضة على الجدار
أتوكّؤ عليه
وفي داخلي طفلٌ تعبٌ
يبكي بدموع مخفيّة.
6
متعبٌ كشهيد
ما رجعت عظامه بعدُ إلى وطنه...
متعبٌ كمسافر
أمه ليست في انتظاره...
متعبٌ مثل الحرب التي انتهت
مالئةً الخندق المائي من دماء قتلاها
دون أن يعرف أحدٌ منهم
أيُّ دمٍ ... هو دمُ عدوّه !
متعبٌ كشاعر
يكتب السطر الأخير
ويخلد إلى النوم....
7
كم من الأشعار الأُخرى
وددتُ لو أُرسلُها إليك،
أسدلتُ ستارة
وراء ستارة
فيما أنت وحدك : لم أغلق النافذة التي تُطلّ عليك
ففي هذه المدينة
أنا الهواء الذي
يُوردُ وجهك...
8
اليوم أكتبك –
عينان زرقاوان من أثر دخول الماء فيهما
وشعرُك ...
أرأيت ؟
جمالُك في كل يوم يتغيّر
دون أن يتغيّر غيابُك
في كل الأيام !
*كامران رسول زاده هو مغني بوب وشاعر وكاتب أغاني من إيران.
ترجمة عن الفارسية: أحمد علاء الدين