الشعر العربي والهوية.. القصيدة المغربية
غلاف الكتاب (انترنت)
- الجمعة 5 تموز 2024
صدر عن مؤسسة الموجة الثقافية (2024) كتاب جديد لعبد الفتاح شهيد بعنوان "الشعر والهوية.. دراسة في شعرية القصيدة المغربية".
وأوضحت معطيات حول الإصدار أن “الكتاب يندرج ضمن مشروع نقدي للكاتب، يسعى خلاله إلى مساءلة المنجز الشعري ضمن مناطق الظل في تاريخ الشعرية العربية، ويدشن خلاله أسئلة العلاقة بين الثقافة والهوية ضمن مساحات اللغة وامتدادات القصيدة”.
وأضاف المصدر ذاته أن "هذا الكتاب يقدم نفسه باعتباره خطوة نوعية في دراسة شعر عربي ينتمي إلى بنية تاريخية وجغرافية مختلفة، لها خصوصياتها الثقافية والجمالية (المغرب خلال القرن الحادي عشر الهجري)، يرنو خلالها الباحث إلى اختلاق معايير موضوعية لاستكشاف هوية متميزة في الشعر والثقافة والحياة، ويستمر من خلالها الإبداع والثقافة المنبعين الصافيين المتجددين، والأمل الذي يحمل في أنفاسه مبررات وجوده".
ويعيد الكاتب، في مدخل الكتاب، "تنظيم الأسئلة المؤسِّسة لعمله وهيكلة الأطر العامة لمجال اشتغاله، من خلال مؤسسين محوريين؛ أولهما الصراع الذي يتمظهر في معركة الإقناع والاقتناع وتضارب المواقف السياسية، وثانيهما "العلوم والفكر" اللذان يشكلان امتدادا فكريا وإيديولوجيا للصراع السياسي المميز للمرحلة".
وبعد ذلك ينحو العمل إلى "تبين الجهاز النظري للإبداع الشعري في الفترة من خلال ‘بنيات المفهوم’ و’تحولات الوظيفة’، حيث تجميع الإشارات المتوارية والتنظيرات المتناثرة من أجل نسج خيوط منهجية دقيقة تسمح ببناء صرح نظري قابل لتسييج القراءة واجتناب مزالق التأويل، ليباشر بعد تبين الهوية الإيقاعية للقصيدة المغربية، مسترسلا في تتبع اشتغال البحور وتطويع الأوزان، ثم تشاكلات القوافي في حركيتها الأفقية والعمودية".
وفي مطاردته لأنساق "المعاني والدلالات" خلال أبنية القصيد وترصيفاتها الجمالية، يفكك الكاتب أكثر هذه البنيات تواريا ودقةً، ليصادف “ملامح تميز وإبداع يعكس هوية ثقافية وجمالية متميزة في النظر إلى المعنى ثم في توظيفه الشعري”.
وفي تطورات البناء اللغوي وتحولات العبارة الشعرية في التجارب الإبداعية المختلفة، يتم "الكشف عن المساحات التي تتحرك فيها الثوابت والمتغيرات، والظواهر والمضمرات، ثم الانتقال باللغة من مستوياتها السطحية إلى أعماقها المسكونة بالمؤتلفات والمختلفات المترسّبة في الكون الشعري في امتداداته في الذات الشاعرة ولدى كل الذوات المتعاقبة على فعل القراءة المؤرّق والشاق".
جدير بالذكر أن عبد الفتاح شهيد يشتغل أستاذا للأدب المغربي والأندلسي بجامعة السلطان مولاي سليمان، أصدر مجموعة من الدراسات؛ منها كتاب الاشتغال الجمالي للمعنى الأخلاقي (الأردن 2015)، والأنثروبولوجيا الثقافية والثقافة الرقمية (الأردن 2023). كما يراهن على هذا الكتاب من أجل "التأسيس لتحليل متعدد للشعر يستضمر أسئلة الثقافة واللغة والهوية مراهَنَتهُ على ‘القصيدة المغربية’ لاختراق آفاق الشعرية العربية دون التخلي عن مقوماتها الثقافية وأسسها الجمالية المُمَيّزة والمتميّزة".