طعنة من ماء الفخار
فريدا كاهلو (انترنت)
- الأحد 10 آذار 2024
" أتمنى أن يكون خروجي من الدنيا ممتعاً، وأتمنى ألا أعود إليها ثانية .."
" فريدا كاهلو"
الجرة !
التي لا تنضح
لا يبرد ماؤها
ولا يتطهّر..
الطعنة!
التي لا تقتل
تترك أثر جرحها
عميقاً في الشريان
مهما التأم
من لم يجرب الألم
لا يمكنه
أن يستشعر معاناة الناس
وهم يتوجّعون من حوله
الموسيقى!
ليست فرحاً
كما يعتقد راقصو الباليه..
الموسيقى!
بكاء أجنّة مسترسل
تحمله الأوتار
على أطراف أصابع
أجساد التانغو في سيرة الولادة
ثم
تسكبه في ولغ
مشاعر نباح الشوارع الحزينة
الجسد!
عبء ثقيل على الماء
تخلّص منه الطين
فحملته الروح بلا أف
ولا تعب
على أجنحة فراشة شفّافة
قبل،
أن تحرقها نار الغريزة الهائمة
الروح!
كانت هي الأخرى ظلومة جهولة
فريدا كاهلو!
لم يؤلمها
زجاج الحافلة
حين
رسم على جسدها النيء
خريطة الوجع
آلمتها
خيانة دييغو ريفيرا لقلبها
مع شقيقتها الصغيرة
في مستودع الرسم
فريدا!
كانت تكتب قصائدها
بالأحمر الشفاف
اللون الذي لا يمحوه الألم..
فريدا
يا أيتها الغزالة برأس آيل!
أنت من علّم الخوف
كيف يركع مرتعدًا في وجودك..
ويصفق لرؤية نبضك في اللوحة
كالماء
كانت اللوحة قبل الرسم
تمسح عن غبش الرؤية الحواجز
وتطبع وجه الثوب
بصكوك غفران أسئلة
من مسامير التحنيط
كلما،
تعطّلت انتظارات عشب الجسد
قام الإطار
ينزع عن خدوده طحالب الرسو
وأطل برأسه
بين أذرع الأسئلة التي شردت
فتاهت من فمه الأجوبة
كالماء
ينسكب الجرانيت
من قلم رصاص بلا لون
والعطش سيرة قديمة
في عيون فريدا الجميلة
يعرفها دييغو عن ظهر رغبة
في الأمكنة التي سلكتها خطاهما
دليل لا يمحى
من سير أحلام من رقص
يحملها بساط غيم من سراب
أي عذر؟!
للذاكرة الملآى بالأمثلة الجاهزة
والأمكنة!
غلّفتها أصابع الجمال اللامرئي
بأحجيات العذارى
في لوحات دييغو ريفيرا
عن سماء خلقها تيه الطواف
في جسد فريدا كاهلو المغلول
الجرة
الطعنة
الموسيقى
الجسد
فريدا كاهلو
أو
حين تصرخ دواخل الجسد
ولا أحد
يصيخ السمع للحن الوجع...