لا قدم خامسة في جسد الكرسي
رامون أوفييدو (1924-2015) فنان من جمهورية الدومينيكان
- الأحد 19 تشرين الثاني 2023
عندما يصمت الصمت ماذا يحدث؟ أن تتوقف الحركة عن السكون، ماذا يحدث لو رتبنا الأرقام بالمقلوب، أن يكون العدد اللانهائي في بداية الأرقام، كأن نقول للشخص المتفوق في سباق ما، إنك لا نهائي في السباق، هذا التعدد في فردية الأشياء، هناك في آخر الصف، يقف الضوء الذي ضاق ذرعاً من الظلام.
هل يجب على الضوء أن يكون مظلماً، أن يحب ظلامه، أن يثور ضد الشمس، أن يمارس تدوير النهاية في آخر الليل. كلا ، يمكن أن نقول للشيء أنه لا شيء، في الوقت ذاته هذا اللاشيء هو شيء في لحظة أخرى.
يتساءل المسافر عن معنى سفره، هو يتذكر أنه استيقظ في يوم كئيب، ثم بعدها وجد نفسه في قطار، السؤال هنا، كيف يتذكر هذه الكآبة؟ كيف يبتلع ضجر القطار؟ كيف يتوقف عن السفر وهو يسافر إلى نهاية نفسه؟ حتى هذه الأسئلة تتوقف عن طرح نفسها، هي تعارض مبدأ الكيف، مبدأ الوقوف بعد التحرك، كيف يحدث هذا؟ هل يجب أن تركض الساعة مثلاً في ذاكرة الجدار؟ تتخطى إطار الزمن، ثم تتوقف عن أخذ المواعيد.
يا كل هذا الصمت، الصمت في الشارع، في البيت، في القطار، لكننا نتساءل كيف يكون شكل الصمت بعد توقف الأصوات؟ كيف تسافر الأصوات، عندما يتأخر القطار، أو تُلغى المحطات، أن تحترق التذاكر، أن تهرب الأرقام من وجهها، أن يشطب تاريخ الرحلة، أن يكون الماء شجرة.
ذلك المعنى من وجود الضجر، الضجر هو نهاية السعادة المفرطة، أن نصاب بالضجر هو أن نتحرك، أن نمارس جنس الفكرة. السعادة مخدرة، لكن الأحزان أجمل من سعادة جامدة، هذا الصمت، متى يتذكر نفسه؟ الجلوس من وقوف هو احتجاج على لعبة الجلوس، كأن تسير على رأسك، لأنك كرهت السير على الأقدام، إنك تمارس الاختلاف، هذا الاختلاف في طبيعته كامل، لكننا نجده ناقصاً، لأننا لا نعرف كيف يكون الجلوس على كرسي بقدم واحدة، إذن لا قدم خامسة في جسد الكرسي المعاق، كثرة الأشياء هي نقصانها، لا يجب علينا أن نتذمر من كوننا نتذمر، علينا أن نجد العدد الواحد قبل أن يكون اللانهائي في بداية الأرقام.