أنا في كثافة الفراغ

في مرقد عالٍ...
أقف بأذرع طويلة الهذيان..
تكفي للصمود أمام سقطة كبرى.. هو السقوط لا يعطيك أحداً، ولكنه يكفي لتشهير وحدتك..
نحب الشهرة حتى لوحدتنا...
مثير للشفقة.. كائن يريد إثارة الطبيعة بقفزة خارج الكيان..
في البداية تتعرى من الإله.. مستور وببذرة آمنة وبعيدة..
هناك حيث الجرائم والذنوب..
لن يعرفك حتى الذي يستسلم لك كاملاً..
لا التي تنجبها ولا التي أنجبتك.. ولا الذي يموت من أجلك..
وحيد أنت بكامل قذارتك اللاسينمائية..
لا يمكنك أن ترفع الراية البيضاء، لأنك لا تملك واحدة...!
خلقت لتحارب بعيداً،
كقناص لا يعترف بالوطنية ولا واجباتها.. ولكنه يرمي ليشعر أنه كتله في هذا الوجود..
إنه يقتل لكي يهرب من وحدته....
وأنا هنا في كثافة الفراغ، أكتب لا لكي أنجو..
بل لتعرفوا أيها الحمقى أنني أريد النجاة والشهرة
لهذه الكينونة المتبخرة..
أليس هذا ما نكتب من أجله أيها الشعراء...؟
ألسنا مثلهم مثيرين للشفقة؟
لن أستمني في القصيدة هذه المرة ولن أبيح الكلام...
لن أشبه يدي بجناحٍ ولا رأسي بطرقة..
فقط اعترفوا لي يا حثالة..
أنكم قنادر مثلي...