الوّاقفة بين القرنفلة
راشد دياب - فنان سوداني
- السبت 7 تشرين الأول 2023
بحيْرة أمام عينيك يختال النّعاس الذي
رتبتهِ باكراً في جداول السّهر..
وليلك أبعد من الثّغاء.
السهر حيلتك الوحيدة لتدفعي
حيّة الشبق حين يلتفّ جسدك بملاءة
اللّيل..
وتحت خمارك
يؤذّن مؤذّن العمّال هلمّوا
إلى بحر الخرائط وعبّئوا أكياسكم
بضحَل العرق.
يا من في وجهك شفيف الآلهة
ما حاجتنا إلى الشّمس وكلانا
أبناء الطّبيعة؟!
جُرح الطفولة يختبئ في جيدك
النيّء.
وخلفك أرتال المعبّئين
وكلّما رأوك تسوّلوا وصاحوا
زمردة.. زمردة... وعلّقوكِ فانوصة.
*
يا وحيدة رمّانك تعاينين ظلمك
في مناجم الآهات.
وشهقتك أقصر من عمر
مومس دفنت وجهها وسط الرّمال
مغبةً في نعام النّميمة.
*
أنتِ يا.. الوّاقفة بين القرنفلة
والدّمعة الأخيرة.
أنتِ يا تراجيديا كل الحروب
التي
تُخاض على الأجساد.
علّميني في مضمارك أن أروّض خيلي..
فمن درّب الحديد على الصلابة
أرهقته ليونَة الذّهب
امرأة المناجم أنتِ .. وليس بيني واصفرارك
إلاّ ما تركه الصّائغ في
كفّي
حين جرّدني حتّي من عقدي الفريد.