وجوه ومرايا

تلمع عيناها
صفحات من نور
جسد ترقص فوقه الوجوه
وتجف على ماضيه الصور
هي المرايا..
تلبس ثوبها
تتزين بضوء الشمس
تحتضن التفاصيل
أخيلة مسرعة، وغريبة
تلاحق أطيافاً هربت
وصوراً لم تعد كما كانت
من يعيد الذكرى
يعيد ترتيب الألوان
لعيون جف فيها البريق
أتعبتها محطات الانتظار؟
أفتح دفتر الأزمنة النائمة
أبحث عن طيف مضى
تاركاً خلفه
آلاف الضحكات
غارقة، ووحيدة
تكابر بكل ما فيها من جنون
لتمنح للبقاء الأسباب
مبللة بحزن ماضٍ غارق في التساؤلات
هي الوجوه
بألوانها، ذكرياتها، حرائقها
تهرب كلوحات مشتعلة بالحقائق، والتكهنات
نحو سراب
معلق في أعماق الفجر
هي المرايا
دفاترنا المنسية
أوراقنا المخبأة في أدراج السنين
تعود حاملة معها بهاء المواعيد..
**
صباح جديد
يطل برأسه الهرم
يكرر ثلاثة وخمسين عاماً
من الأحلام
ثلاث وخمسين أغنية، ونشيد
تسقطهم أمام الواقع المرتبك
واقع لا يملك القرارات
لا يملك سوى البياض
والكثير من الأخاديد
محفورة بكل تفاصيلها
فوق وجه نسيته المرايا
عند منعطف الذبول
ورحلت
أبدأ من جديد
من بداية الخوف
أحاول استعادة الفصول
نواقيس ترفع صوتها
تعلن بداية التراتيل
وحدها المرايا
تختزن شغف الماضي البعيد
وحدها الوجوه
تبقى فاردة أجنحتها
تراقب البريد
وهو يطل برأسه
من أعماق المرايا
حاملاً معه البدايات...