خمس دقائق لا غير

من يُعيرني أباه.....
أسيرُ معه الطريق
آخذه معي عندما يطلبون أولياء الأمور
أنشر ملابسه على حبل طفولتي
أخبر من أحب بأنه يحبني
من يعيرني أباه....
لأخبر الأولاد بأنه لدي أباً سيعاقبهم إن أغضبوني
أشكي إليه معاكسات الفتيات المزعجات
أبكي عند قدميه طالبة الحلوى
أحتمي به عندما أُغضب أمي
من يعيرني أباه......
ألتحف ظله ليلاً كي لا أخاف الأشباح
لا يهمني إن كان الشتاءَ بارداً
أستظل به من شمس النهارات الطويلة
من يعيرني أباه.....
يأخذني في نزهةٍ أغيظ بها الجميع
أفيض بحبه على من لا أب لديه
أبكيه أسوة بالآخرين عندما يموت
أذكره وتفاصيله عندما أشتاق
أخبر الجميع بأني فتاة لديها أب
من يعيرني أباه.....
يوماً واحداً
صباحاً واحداً
عيداً واحداً
نهاراً واحداً
واحداً فقط
خمس دقائق لا غير
أشعر بما يشعر من يمتلكون أباء
لطالما أحببت تذوق طعم الأب
أريد نطق كلمة "بوية"
اموسق أذنيَّ بلحن كلمة "بنيتي"
لدي الكثير من الآباء الافتراضين، هكذا أسميهم،
أناديهم.. أبي.. والدي.. بابا،
لا بأس بذلك
ولكن عندما يُطلب ولي أمري
أي واحد منهم سأختار؟