الأحد 24 تشرين الثاني 2024 | 7:17 صباحاً بتوقيت دمشق
محمد حسن

غفلةٌ عن الماءِ

غفلةٌ عن الماءِ
(انترنت)
  • الأثنين 6 آذار 2023

التهمتُ جرح حديثكِ، بجديّةٍ يصعب العلاج معها،
يحتاجون ملايين
الأنابيب لتفريغِ الظنون،
دماء حروفكِ لا تنضب،
يطوف صدري مثل لاجئٍ يعبر المقصود.

عرضت حنجرتي
على الطبيب،
أخذ دمي إلى المقبرة
دفن كل مائي،
ظل جسدي عظاماً تسامر عظام.

لا أقفُ في الشمس
لا أواجهُ الريح،
حذّرني الطبيب أيضاً من حلمٍ أتكسر به.

كرهتُ النهر،
كرهتُ ما لا أملك،
فكرتُ كلّ الناس
جنسها الخشب،
يخال لي وجودكِ لوحاً، يحفظ جنودكِ بمعركةٍ رابحةٍ فيها، والموت خاسر.

فقدت دمائي
أخلو من السوائلِ،
مثل ساقيةٍ متفطرةٍ يملؤها النمّل.

وجودكِ غفلةٌ عن الماءِ
حيّر الطبيب
الذي دفن مائي بنفسه،
لحظتها،
أختبر صدري
بعد منتصف الليل،
فاض الجلد بالجلد،
فاض الكف بالكف،
فاض صدركِ بالنهود كلها يشيّعني إلى مثواي الأخير،
لحظتها،
تراطم موجكِ.