السبت 23 تشرين الثاني 2024 | 11:12 صباحاً بتوقيت دمشق
مها ريا

جيوب الرّيحِ

جيوب الرّيحِ
محمود شيخاني - فنان سوري
  • الخميس 2 آذار 2023

بعد ألفِ خيبة، ومئةِ موت، رأيته بساقٍ واحدةٍ يعبر نهرَ الدّموع، يلتقطُ مفاتيحَ أملٍ كنتُ رميتها لتنجيني من الحياة.
على كتفيّ الطّريق اسْتندنا، هو يقشّرُ بقايا الموت، وأنا أجمّعُ ما تبقّى من نثرات الرّوح في جوف الحياة…
العائدون من الحرب في جعباتهم آلافُ الحكايا، يتقنون إنباتَ الحياة من جوف الصّخور.
على ضفّتي الطّريق، الأرضُ متّشحةٌ بالسّواد…
قلت:
هنا ذاتَ يوم …
دَوزنَ النّورَ على الغصن كنارْ
فاسْتطالَ واستدارْ
وتموّج في المدى!
مَن رمّدَ مرفأ الطّير ومزمارَ الصّدى؟
قال:
عودُ ثقابٍ هامَ …ثمّ ارتعشَ
معَ هبّةِ الرّيحِ …انتشَى
لو عُبِّدَتْ تلك الطّريقْ
في الشّوكِ ما كان مشَى!
بساقٍ واحدةٍ لا يستطيع أن يجري سباقاً مع عود الثّقاب.
رأيتُه وهو ينجو من الحياة،
قبل أن ينطفىءَ بريقُ عينيه، قرأتُ على آخر شعاعٍ منه:
بعد صيفٍ قائظٍ
لا بدَّ أن يأتي المطر!
لا تَملّي…
مهما طالَ الانتظارْ
في جيوب الرّيحِ يوماً
كنتُ
خبّأتُ
البِذارْ!