زوجةُ تاجرِ النهر / رسالة
الشاعر الصيني "لي بو" (701 - 762)
- الجمعة 20 كانون الثاني 2023
الشاعر الصينيّ: لي بو *
عندما كان شَعْري مقصوصاً من منتصف جبهتي
كنتُ ألعب قربَ واجهةِ البوّابة
أنتزعُ الأزهار.
أنتَ مررتَ بي على أعوادِ الزّان
تلعبُ الحصان.
اقتربتَ من مقعدي، تلعبُ بالبُرقوق الأزرق.
واستمرّ بنا العيشُ في قرية «تشوغان»:
صغيرانِ من الناس بلا ضغينةٍ أو ظنّ.
في الرابعةِ عشرة
تزوجتُ منكَ يا سيدي
لم أضحك أبداً، كنتُ خجلانة، أخفضُ
رأسي وأنظر إلى الحائط.
ناديتَ عليّ، ألفَ مرّة، وأنا لم ألتفتْ.
في الخامسة عشرة توقفتُ عن التجهّم.
اشتهيتُ أن يمتزج غباري بغبارك إلى الأبد،
إلى الأبد، إلى الأبد
فلِمَ عليّ أنْ اتسلّق المَرقّبَ؟
في السادسة عشرة هَجَرتَني،
وذَهبتَ إلى «كيو توين» البعيدة
عبر نهرٍ من الدّواماتِ الدائرة.
خمسة شهور منذ رحيلكَ
القرودُ تصدر صرخاتٍ حزينة في الأعالي.
أنتَ جرجرتَ رجليكَ وخرجت.
والآن، عند البوابةِ نمتِ الطّحالبُ، أشكالُ الطّحالبِ
متجذّرةً حتّى تصعبُ إزالتها.
مُبكراً
تتساقط أوراقُ الخريفِ في الرِّيحِ.
أزواجُ الفراشاتِ صفراء، كما هي في أغسطس،
فوقَ الأعشابِ في الحديقةِ الغربيّة،
إنّها تؤلمني. وأنا أكبر.
فإذا ماكنتَ قادماً عبر مضائق نهر «اليانغ»
أرجوكَ خبّرني لأعرف
وسوف أخرجُ حتّى *«چو ــ فيو ــ سا» لألقاكَ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
*: من كتاب «cathay» ترجمات عزرا باوند عن الأدب الصيني.
القصيدة رسالةٌ على لسان زوجةِ تاجر النهر. حاولتُ الحفاظَ على دقّة وجماليّة القصيدة في اللغةِ التي نقلتها عنها.
*: جو ــ فيو ــ سا: منطقة تبعد مئات الأمتار عن قرية تشوغان. وهي تخبره أنّها ستذهب مشياً على الأقدام لتستقبله هناك.
ترجمة عن الإنكليزية: إبراهيم الماس