الأحد 22 كانون الأول 2024 | 8:52 صباحاً بتوقيت دمشق
حسين بهيش

كنتَ نائماً على نهد

 كنتَ نائماً على نهد
نذير نبعة (1938-2016) فنان سوري
  • السبت 2 تموز 2022

الحياة جنةٍ مغلقة

في الأرجاء
كان الجوُّ معتِماً والرِّيحُ
تقلِّبُ شُجيرات الغاب
غير مكترثةٍ لهبوب الورق المنثورُ
على جرف البحيرةِ
في البدايةِ
كان السَّرابُ شلالاً يمدّ الطريق بالتيه
كأيِّ ضائعٍ رحتُ أفتشُ
بكلماتٍ فضفاضةٍ
عن نقطةٍ دالةٍ للرجوع
في النِّهايةِ
أبكاني.. لهاثُ طيرٍ
سرقوا أفراخه كومة مراهقين
لا أعرفُ كيف تواسى الطيور؟
لكنني أعرِفُ..
أنَّ الحياة جنةٍ مغلقة.


***
مثل غارةٍ شعواءَ هو الحبّ

لأنَّ الرّحيلَ مرٌ
خُلِقَ الحزن
مثلَ بياضِ غيمةٍ
كنتُ ألفظُ اسمكِ وأستريح
كأنّي قادمٌ من سفرٍ طويل
تتدفَّقُ الاسئلةُ في دماغي
كتدفُّق الماء في النّهر
سؤالٌ يدورُ في رأسي
وآخرُ يلعبُ على الطّاولة
والكثير الكثير يتمرّغُ في الأرض
صرتُ أحوم حول نفسي
وأتصيّدُ مَخرَجاً للرّاحةِ
من هذا الدوار العنيف
الذي أضرم النار في قلبي
لماذا كلّ هذه المهزلة؟
تعالي فقط..
ستجدين روحي الجّريحة
تُحملِقُ في صورتكِ
وتشمُّ شالكِ الزّهري
وتألفُ صوتكِ
وتطوف حوله مثلَ ظلال ضوء
مثلَ غارةٍ شعواءَ هو الحبّ
وكأس نبيذٍ
تتخيّل فيهِ أنّ يديكَ جناحان
وأنّ السّماء نافذة تطلُّ منها
على أرضٍ من حرير
والفانوس قمرٌ
بلا وعي تحلِّقُ، بلا أثرٍ تهبطُ
كأنّكَ كنت نائماً على نهد.
***

خاطرةٌ في رأسِ فَلّاح

قميصُكِ الموشومِ بالوردِ
يرشدني إلى بستانٍ
مليء بالبراءة والضّوء
واقفاً فيه.. أنثر الظلِ
على تلال الزهرِ
مثلَ مظلةٍ بنفسجية.
الزرّ الأوّل من أزرار قميصِكِ
يشبهُ فاكهة التّين
الزر الثاني
غابة من شجيرات البرتقال
أمّا الأزرار الباقيةُ
قوارب نجاةٍ في نهركِ
الذي يشبهُ سماءٍ مغيارى
وأنتِ كلّكِ يا ذات القميص
خاطرةٌ في رأسِ فلاّح
سارحٍ في البُستان.
***

تساؤل

العصافير التي تزقزقُ في الليل
ماذا تريد؟
أتلحِّنُ أغنيةٍ للصباح
أم
تبكي من الظلمةِ؟
والساهرُ حتّى غياهب الفجرِ
ماذا يريد؟
أيكتبُ قصيدةً مثلي
أم
يلفّ حزنهُ مثلَ تبغ
في كلِّ ليلةٍ أمضيها
أشتهي نوماً
لا مقصلة أحلام
كل ما بوسعي هذه الليلة
أن أحوِّل هذا الفراغ
إلى قصائد.