دراسة حول “الإبدالات” الشكلية والتحولات الجمالية الجديدة للقصيدة
غلاف الكتاب (إنترنت)
- الأحد 19 حزيران 2022
“التشكيل البصري في الشعر العربي”، هو عنوان الكتاب النقدي الجديد للشاعر والناقد الفني بوجمعة العوفي، صدر مع بداية هذه السنة (2022) عن منشورات “دائرة الثقافة والإعلام” بالشارقة (دولة الإمارات العربية المتحدة). وهو دراسة نقدية لبعض التجارب الشعرية العربية التي راهنتْ، بل انخرطتْ بشكل واضح، وعلَني، وجَسور، في العديد من “الإبدالات” الشكلية والبصرية والتحولات الجمالية والتعبيرية الجديدة للقصيدة، انطلاقا من تعبيرها الخطي، وصولا إلى توظيفها لعناصر غير لسانية وتشكيلية دالة في رحمها، ومحاولتها مزاوجةَ الشعري بالتشكيلي بشكل أساس.
إذ يستحضر الكتاب بعض التجارب أو المتون الشعرية العربية المنتسبة أساسا إلى بنيات بصرية – صورية واضحة ومجسدة فضائيا ومكانيا (التجربة الشعرية الخَطّية أو الكاليغرافية المغربية كنموذج مركزي): بنيات تجعل من هذه القصيدة عملا إبداعيا شاملا، ومنفتحا على إيقاعات بصرية جديدة وغير سماعية، تَنقُل قارئها من وضْعِ السماع إلى وضْعِ المشاهدة، والتأمل، والإدراك البصري، ثم تُدخِله، بالتالي، في تجربة تفاعل حسّي شامل وكُلّي، تشتغل معه لدى هذا القارئ – الناظر كل الحواس، ويكون، من ثَمّ، إدراكُ القصيدة، كما فِعْلُ تلقيها، شاملا ومتعددا. إضافة إلى كشْف وتحليل العديد من البنيات والتشكيلات البصرية الدالة، في هذه التجارب أو النماذج الشعرية العربية، المطبوعة والمنشورة في مجلات ودواوين أو مجاميع شعرية، حاولتْ إيجاد علاقة فعلية بين الشعري والتشكيلي أو بين خطابيْ الشعر والتشكيل، ضِمْنَ العديد من أشكال التنفيذ أو التجسيد الفني والبصري لهذه العلاقة.
وتلك تجارب يمكن مساءلتُها بصريا ودلاليا وجماليا في التجربة الشعرية العربية، بتُخومٍ وإن لم يكن هناك من اتفاق أو إجماع داخل القراءة والنقد العربي بنعتها، هنا ومرحليا على الأقل، بالجديدة والمغايرة، أو حتى إنْ جاءت كذلك هذه التخوم أو التجارب الشعرية البصرية، مطبوعة أحيانا بالقِلة، والتشابه، وعدم التنوع، والتشظي، ومحكومة أيضا برؤى وتداعيات فَهْم شخصي للحداثة الشعرية، فهي قد عمِلتْ، مع ذلك في نظرنا، على خلخلة العديد من البنيات التقليدية والسائدة في مدونة الشعر العربي، وعـلى رأسها البنية الإيقـاعية السماعية للنص، والتي جعلتْ خطابَ النص الشعري ودلالته، يقتصران فقط على العنصر اللساني دون غيره من باقي العناصر والتشكيلات البصرية الأخرى في هذا النص.
ذلك ما حاول هذا الكتاب إظهاره وتحليله فيما يخص مدى “حداثة” و”مغايرة” هذه التجارب الشعرية العربية ورهانها الدؤوب على خلق وترسيخ ملمح وخطاب بصرييْن جديديْن” و”مغايرين”، على الأقل بالنسبة لما كان سائدا في مدونة الشعر العربي طيلة عصور أو عقود من الزمن، بالرغم من وجود تقييمات ووجهات نظر أخرى كثيرة، مناقضة، ومغايرة أيضا لرأينا وطرْحنا، ولما ذهبنا إليه، أو، بالأحرى ـ، لما انتصرنا إليه كذلك في هذه الدراسة، من أشكال الرؤية، والتقييم، والقراءة الخاصة بموضوع “التشكيل البصري” في الشعر العربي على وجه التحديد.
وكانت قد صدرتْ للشاعر والناقد الفني بوجمعة العوفي، في السنوات الماضية، ثلاثة كتب أخرى حول قضايا ومسائل “الخطاب البصري في القصيدة” و”علاقة الشعر بالتشكيل”:
1 – “من المشافهة إلى الكتابة: جمالية المكتوب – المرئي وتشكيل المكان في القصيدة (دراسة)” ــ منشورات “روافد” ــ القاهرة 2016″.
2 –”القصيدة العربية المعاصرة: من التشكيل إلى الرقمية” ــ منشورات “روافد” ــ القاهرة 2017″،
3 – “الشعر والتشكيل في القصيدة المغربية المعاصرة”، منشورات “مؤسسة باحثون للدراسات والأبحاث والنشر والاستراتيجيات الثقافية” -المغرب 2020″.
المصدر: وكالات