بين سلاسل الحياة
خديجة الحطاب - فنانة مغربية
- الأحد 19 حزيران 2022
قديس أحلامي
أيّها اللّيل
يا قديس أحلامي
أيّها النائم الأبديّ
في غفوات اللحظة
أنا أسيرتك المجنونة
تكبلّها الحيرة
هل أستسلم لسبات عميق
أو أفتح عيني الثكلى للثمل
فيك يا أيها اللّيل
أتراني أغرق في بحر
أحلامك
أسكب المطر في كأس من بلور
أو أستيقظ من لجّة الكوابيس المتأججة
في جحيم عقلي الباطني
تناحرٌ شديد ما بين الوعي
واللاوعي
يمحو جزءاً من الذاكرة
المطعمّة بأشواك الورود
هل يعيدها إلى الوجدان؟
هل القلب يمزّق أوردته ؟
ولِم يا ترى
أظنّه سرد كلام
سرد كلام في مزاح
الوقت
الدقائق والثواني وحتّى الساعات
تلهو، تلعب في العقارب
ترّدها خلفاً ثم بلحظة
تقرّبها في ضياع الزمن
أيّها الليل
لِم لا تهدأ وتعود لنومك
وتترك نفساً بسلام؟
أنا المدّ والجزر
وأنت تثور كحمم بركان!
***
حوار العشق والروح
قال العشق يوما
لروحٍ مضى عليها
سباتٌ عميق منذ عصور
لم تعرف العشق
منذ زمن
أهكذا تحيين؟
شبه مائتة
في النوم تقضينها
تغطّين؟
قالت له : "ومن أخبرك
بأنّ روح الحياة
في قلبي تنبضُ
نسيت روحي
على مشارق
جنّة الحب ومغاربه
ومضيت
نحو سواد ليلي
وفي حضنه أقبعُ
سنينَ طوالٍ استمرّيت "
مدّ السبابةَ ونكز
كتفها قائلاً :
" هيا التفّي حول
عنقي أطير بك
نحو السماء
حيث القلب
من السعادة يفيض ".
***
سفح ذاتي
بين الفينة والفينة
أبحث عن ذاتي
هل أعرفها؟
أغوص في أعماق نفسها.. يراودني حلمٌ
إنني في لجّة النور
وما هو النور؟
غير مسافة بعيدة
مسافة بعيدة أحاول التقاطها بيدي
وما يدي إلا قبضة صغيرة
لا تستطيع أن تحوي
سوى حفنة تراب
زرعت فيه زهرة
والزهرة أنبتت ألف زهرة
يا حلمي الواهن
بين سلاسل الحياة
تقيّده ثرثرات الوجود
والوُجدُ يقطن بطول الأناة
أستجمع قواي
وأعوم على سفح ذاتي
فالغوص جحيم ونار