الأحد 22 كانون الأول 2024 | 11:15 صباحاً بتوقيت دمشق
علي جمال

في الطريق إلى الله

في الطريق إلى الله
تيم جونز - فنان استرالي (إنترنت)
  • الأحد 29 أيار 2022

كي تموت ليحملوا شأنكَ وكأنّكَ ريشةٌ سمراءُ تسقطُ على ترقوةٍ ناعمة..
يلزمكَ ذلك بأن تمسح بيدك على رأسِ أثاث بيتكم
وتتفقد ثيابَ إخوتكَ بطريقة سينمائيّـةٍ
وتفرح لأنّكَ قضيْتَ حياتكَ بلا حبيبةٍ تجعلكَ تموت سائلاً
ممّا يدفعهم ليدفنوكَ بشكلٍ مثير
كمجموعةِ طيورٍ تمّ طلاؤها ببندقية..
لا بدّ من إزالة أفكارك المجعّدة
وتختار لروحك قبراً نائيّاً جميلاً وأكثر طراوةً من قصّةِ حبٍّ يابسة!
تذكّر مثلاً:
جاركَ/
كيف قامَ برمي زوجته من شرفةِ دارهم
فقط لأنّه وجدَ تحت سريرها أسماءً لرسّامينَ
ونصّيْن قصيرَين يتحدثانِ عن الحنّاء
كيف تجعل المرأة جميلة من أجل زوجها!
- نعم أتذكّرُ أبي كيف كانَ كُـلّ عشيّةٍ يُـحدّثنا عن سجائرهِ،
ويصِفُ لنا
كيفَ أصبحَ شكل الناس بَـعْدَ الإقلاعِ عـن البساطة..
كانَ يقول:
بأنّهُ قَـدْ فـقدَ صديقا لهُ آنذاك
هذا الصديقُ في يومٍ ما مازحَ أبي وسقطَ على كتفهِ بالخطأ..
أبي يقول بأنَّ هذا الحائط
كانَ مِنْ أعزّ مَن دَسَّ بهِ أعقاب حكايته..
البارحة لأوّلَ مرةٍ
أشاهدُ أبي يبكي من شدّةِ دخاننا..
ويضمّنا لصدرهِ، لنغفو ولا نراهُ
يُشاهدنا نبكي من شدةِ سجائره!

- أجل
قبل أن أموت
لِي أن أفكّرَ، كيف أختار أرضاً لطيفةً
وأنتقي بجانبها شجرة صوفيّة ترقص من أجلي ولا يُصلّونَ من أجلها
شجرة دائمة
كلّما عطستُ داخل قبري
تربّت على كتفي قائلةً:
الحمد لله على سلامتك!