هناك في آخر المساء
محمد خدة (1930-1991) رسام ونحات جزائري
- الأحد 10 نيسان 2022
كل ما أفعله منذ شهور هو مشاهدة الحرب
هذا النص والذي بعده
والنصوص التي سأكتبها يوماً ما
وأنا لا أتوقف عن شرب النبيذ وحدي على البحر
ستحاول تدشين لغة خاصة
لسلامي المستحيل مع نفسي
لكن
هل ثمة شاعر يستطيع الحياة دون أن يمزق روحه بنصه
بقلقه من خيانة اللغة له
هناك في آخر المساء
بعد أن يتلف النهار قلبه
بعد أن تعصف به كل الأشياء:
الطريق الوعرة المزدحمة بالموتى
شاشة الهاتف
شاشة قناة الأخبار
المرأة نافرة النهدين التي تأتي كل عام إلى البناية
لتزور أقاربها
الصبيّة التي أحبها في عصر البراءة
فعضت قلبه
وأدمت روحه أثناء نوبة لعب
ثم ذهبت إلى الأبد
كل الزهور التي يهملها العاشقون
كل السنابل التي لم تُزرع بسبب الجفاف
أو غباء الأباطرة
كل ذلك
وقلبه الرقيق رغماً عنه
قلبه الرقيق رغماً عنه
قلبه الرقيق رغماً عنه.