الجمعة 22 تشرين الثاني 2024 | 0:19 صباحاً بتوقيت دمشق
علي سفر

سيرة أوشامٍ عابرة

سيرة أوشامٍ عابرة
نذير نبعة، فنان تشكيلي سوري
  • الجمعة 22 شباط 2019

"يا سعاد"
كانتْ تبحثُ عنهُ في أقسام الشرطة، والفروع الأمنية، وفي الطرقات الهامشية! فتقول: هو رَجُلي الذي أضاع عقله في القرية فمضى غريباً ينهب الطرقات والوجوه.
لم يمتلك علامة مميزة في بطاقة هويته، وإنما وشم بدائي عجول، على باطن ساعده الأيمن، كتبَ فيه: "يا سعاد"!
ذهبتْ سعادُ، وخربت البلادُ.. وحين وجدوا بقايا من جسده في بستان مهمل قرب (عدرا)، كان وشمُهٌ الغريب مازالَ ظاهراً.. لكنهم كانوا يعرفون أن الغريب لن يجد الغريب.. فدفنوه! ومضوا إلى جثة أخرى بعلامات مميزة!
2012
***
في ظاهر اليد، من وشمك الذي لا يراه أحدٌ سواي..
حيث البلاد. سرقت القمر.. وهربت.
2014
***
SuitClubs.svg
وشم "السباتي" على منحنى كعبك..
معركةٌ خاسرةْ..
2015
***
اعتراف
وشمُكِ ليس جديداً..
أنا الطارئُ بين المسام.
2015
***
شمس
يمكن للوشم أن يتلون، كلما قَبَلتُ حوافَهُ.
وحين سألتكِ لماذا لوّنتهِ
هبطت شمسٌ صوبنا، ولم نحترق..
2015
***
وشم "الفك المفترس"
وَشْمُها الغريبُ، مغطى بشريط وردي يُخفي حمالة صدرها من الجهة اليسرى، لَحَظتُ مِنهُ، فكاً مفترساً بأسنان حادةٍ..
في حمأة الحر، ومن بين ثغرات في زحمة الأجساد المتراصة في "ترام" الظهيرة، كنت أسترق النظر لتفاصيل الوشم المرسوم بعجالة كي يُرضي رغبة ما.. اللون الأحمر وبجانبه اللون الأخضر على مساحة من الجلد الأسمر..
تمنيت لو أنني أهمس لها بأن تزيح ما يغطي بقية الوشم كي أصوره..
لكنني وجلتُ واسترعاني القلق من أن أغدو سورياً آخر، يزيد في مشاكل أبناء جلدته في مدينة باتت على قلق من كثرتهم، ومن نزقهم، ومن طبائعهم الغريبة، ومن أفكارهم الفضولية كفكرتي عن وشمها..
كبتُ رغبتي، واستدرتُ لأراقب الضفة الأخرى، بينما كانت أسنان وشمها تنهش رأسي، فتتركني جسداً بدمٍ فائرٍ.. مقطوع الرأس والرغبة، مشلوحاً بعناية في لقطةٍ عابرة.
2014
***
البدوي
أريد وشماً، بثلاث نقاط خضراء على ظهر يدي، بين الإبهام والسبابة..
ولا أريد تفسيراً لمعناه، لنبقي الأمر في بهجة ما مضى..
أجمل الأوشام سرٌ محفورٌ في الذاكرة..
2015