طفولةٌ على رفِ الذاكرةِ
جواد الجواد - فنان عراقي
- السبت 26 شباط 2022
في ضاحيَةِ ذاكرَتي،
جَدّي يُناديني
يُغْريني بالدِرْهَمِ لِأَنْتعِلَ مَداساً،
يخشى على قدمَيَّ الصغيرتين
شظايا الزجاجِ، وأَعقابَ السكائِرِ المَرميّةَ،
أنتعِلُ فردَتَيْ حذائي
وأخطفُ الدِرهَمَ من يدِهِ المرتَجِفَة
وقُبلةً سريعةً أطبَعُها على وجنتِهِ
المتجَعِّدَة،
لأهرَبَ بعَبَثِ البراءَةِ
وأرمي من جديدٍ فردَتَيْ الحذاء،
أنتعلُ إسْفَلتَ الشوارعِ
وترابَ الأزِقّةِ،
فالشارعُ ما يزالُ دميتي
أراهُ.. أصَنّفُهُ في خيالي، كما أريد
أركضُ
ألعبُ
أقفز
وأجلسُ في مناكبه كيفما شاءَ هوى
الطفولةِ أنْ يسير
جَدّي،
لم يكنْ عالماً أو متعلّماً،
لكنه شجرةٌ أبكي على جِذعِها
جروحَ الشارعِ في قدميَّ كلَّ مساء
يهمسُ لي
لا تثقي بنعومةِ الأشياء
فمن بين ثناياها تأتي الطعنات
ويُجْرَحُ وجْهُ البحْرِ
وتبكي السماء.