السبت 23 تشرين الثاني 2024 | 11:5 صباحاً بتوقيت دمشق
يوسف سامي مصري

ما عادَ لي سوى الغريبُ يحرسُ مودَّتي

ما عادَ لي سوى الغريبُ يحرسُ مودَّتي
نزار صابور، فنان تشكيلي سوري
  • الجمعة 22 شباط 2019

للذين يشيِّعون الرصيف بمسافة،
تتعب الغيم وتريح أقدام الرّيح وحبيبتي،
للذين يمضون
وهم عاتبين على الغياب وورق الخريف،
للذين يمضون
وعلى ثيابهم رائحة شوقي،
للذين لهم ثقل الغياب:
ما عاد لي سوى الغريب يحرس مودَّتي.
***
وهو الذي يكنُّ احتراماً
لتشكيل الغيم
عندما بقصد أو بدونه
يرسم ظل أصابع حبيبتي
وهي تعزف على روحي
وجعٌ
ينساب مثل المطر.
***
هنا الليل صافياً
كدموع عاشقة صغيرة،
مكدَّس
كأفق مائل
وأنتِ فيه نجمة شاحبة
تئنُّ خلف الغياب:
امرأة
بلا أثر ولا رائحة.
***
يحاصرني وجهكَ القابع خلفي
كستارتي المخنوقة بالضوء والضجيج.
***
وأنا أبتلعُ غيابكَ الملوَّن كدفاتر طفولتي،
أعاني من صداع بملابسي الداخلية
فأرسمُ فراشاتكَ على روحي
لأستهلك الكثير من رحيقك.
***
الشفَق الهادئ الذي تركه خلفه العازف
لم يحرك فيَّ ساكناً
أضاف لي عجزاً جديداً عن النسيان والهدوء!
***
مدينة واحدة لا تتسع لحضوري
وجثة واحدة لا تتسع لموتي المتكدِّس
***
هي أنثى بحجم طفولتي
يُشبِهها الثلجُ
في بحثه عن البياض ...
***
خذ رائحتك التي أرَّقتني
وارسم بنفسجة
على ذات الحجر الذي سقط منك
وأنت تنقشه في ذاكرتي الراكدة.
***
هكذا صار البحر يلطم وجهي
وصخوره ترتب
أثار أقدامي
وأنا أشطب المسافات
كي لا تبتعد حبيبتي أكثر.
***