الأحد 24 تشرين الثاني 2024 | 4:23 صباحاً بتوقيت دمشق
عامر البري

المراثي

المراثي
ضياء العزاوي - فنان عراقي
  • السبت 24 نيسان 2021

للمراثي غصون مبللة بقبل الورثة،
تتحرّك باتجاهٍ واحد
نحو قسمة الاسم الواحد،
والتشتت في انطلاقات الحروف
بحسب عددها، وكيفيّة نطقها.
لمن تفتح نسيانها الأسماء؟
للذي يبتلى بحبّ بنات الجيران...
تكسو جدار نهمها لعود التوت بلحافٍ شفاف؛
كبوابة الأسرى..
ليراهم ذويهم، فيستبدلوهم بالقبلات الحارة،
على جبين من أسروهم!
ليشعروا بدفءِ المودة القائمة
بين خدود النهر والبستان.
تفكّ زرّين مقبلين من أصابع لا تحتكم للأعراف
إلى أصابع تعشق الفتوحات،
تكشف عن قبيلتين
بلونين لا يختلفان عن نفور الجبال،
بلا قممٍ؛ كالبركة؛
لأنّ الذي يعلوهما
حلم؛ بحجم قنفذ يتكوّر خجلاً
من ضياء ملابسها الداخليّة
سوف يعانق مفهوما جديداً للهرب
سوف يقبع في مكانه منكمشاً
ينتظر عصا اللاحق به
يدلّه الضوء؛
حين تجسّه
حين تقلبه على قفاه
حين لا يجد مفرّاً من دغدغاتها
يفتح سيقانه لسخونة ما التفّ بها من غمزات،
ينكمش عليها طلباً للسلم،
الذي يسكر بحليب الصحراء
آبار التمر منتفخة البطن.
حصل تزاوجها مع أوّل من اقترب منها؛ عارياً من الصمت
ذريعتها للهروب من حبيبها ذو الأسنان الصدئة
في اللحظة ذاتها؛
وهي تعايش الذي تحفف من غيومه،
تغرس أظافرها في عرقه،
تعضّ أنفاسه الهاربة لمزابل خيول الصقالبة
والإنكليز
والعرب العاربة.
تنتفخ شواطئها إثر القذف المحموم،
لتبيض الحيتان في رمال براءتها
تمتصّ خراب فحولته،
مستبسلةً في الدفاع عن صومعات النفط
ومآذن الخرافات
تدقّ لها مفاتيح في غرزٍ تتقلّد فاكهة الحكمة.
لم تر النساء كؤوساً ككؤوسها!
يحدّقون، في تنازل حلقاتها عن الافتخار بمصبّها في جوفٍ عابرٍ
سطح تئزّ لقفزاته السريعة، أعواد وحجارة
تتعهّد ألا تنام إلا على شهقات حائطها
لكي لا ترتفع أكثر،
فينفضح أمر تنازلها عن نصف الأعشاب
منوعة بمزاريب تمنّعها
تسير الحجارة حافية القدمين،
خائفةً من التقادم
ومن تساقط ثلج الصبيان عليها
نحو مضاجع الإباء، لتذكّرهم بماضيهم
وكيف تقافزوا عليها
حتى توهّمت أن لا شريك لها
فيهم.
وجدتْ قفاهم يحملق في السقف،
يطلع ويهبط
وتحت آباطهم
عيون
تعدّ العيدان وتصرخ
(..ليس بالسقف حجارة...)