القتل
أولغا روزانوفا (1882- 1918) فنانة روسية
- السبت 19 كانون الأول 2020
وأنت تقفين أمام أعتاب قبري
لا متسع لضحكتك
في موتي..
أمضغ الظلام كالتبغ
أستأنس بعواء الوردة الحزينة
الوردة التي تمنّت أن تكون حذاء
أن تكون ما يدوس
لا ما يُسحق
وهنا...
هنا الجحيم نزيف عشوائيّ
وهنا الصمت يطفو برتابة، كتماسيح
تقضي قيلولتها على ضفاف النيل
والقصيدة الأخيرة التي تشبه
الثلج...
امرأة غيرك تطعن بؤبؤ عيني بالزجاج.
لا تفكّري حتى في الاقتراب
واغمضي عينيك، لتصنع رموشك
قضباناً، تسجن هذه الدموع السفّاحة
الدموع الجاسوسة؛
التي تتخفّى في العشب.. ندى
وفي نهاية الموجة.. رذاذ
وفي رحم الغيمة.. مطر
وفي الرمح … وميض
لتغتال جمالك، يا حبيبتي
إنّ وجهك مرعى لقطيعٍ من القبل الجائعة
وكان لا بدّ أن يوظفوا شرطي مرور في السماء
كي لا تصطدم الكواكب ببعضها
عندما تراك خارجة من نوافذ قميصك
عارية كالتراب...
خذي قلبي، اقلبيه كجورب
ثمّ أعطه للطفل الجميل
الذي صادفته
ذات يوم أنا وأنت على مفترق الطرق
أعطه قلبي ليقذف كلاب العصر.
لماذا الحزن يشبه أمّاً تجلس وحيدة
على كرسي حديقة؟
لماذا نحن وليس الليمونة أو حبة الأسبرين؟
أطلقي يدي..
لن أعبر الشارع
حتى أتلفّت يميناً وشمالاً
أتوسلك، إنّها آخر قصيدة سأكتب
لن أكتب عن الكلب الذي اغتال فراشة
حطّت لتستريح على أنفه..
ولا عن الجائع الذي عبّأ بطنه بالكلس والحجارة
ضعي اسفنجةً بين نهديك كي لا يقرعان
وأنت قادمة إليّ ..
فتستفيق شهوة القتل في الجماد والمؤمنين.