عيد ميلادك
محمد مليحي - فنان مغربي
- الجمعة 16 تشرين الأول 2020
في عيد ميلادك
هذا أنا الرجل الذي سحقته الحرب،
ويعاني وطأة الهزائم
أتسلل مثل ريحٍ إلى مخدعك
ألتهم الكآبة و أشقى بما تبقّى من أحزانك
حزننا واحد..
هكذا ولد في ليلٍ ما
واختار أن يكون وجعه وشفاه الكتابة
والآن أتنصت على حزنك من بعيد
مثل رجلٍ مفلس
يعاني من ارتجاج في الحياة
وارتجاع في الحلول
رجل من الدرجة القديمة
يحبّ التفاصيل مبعثرة
يصنعها حسب مزاجه
رجل تخنقه البالونات
ولا تجذبه شرائط الهدايا الملوّنة
ولا يحبّ المفاجآت
ويعاني من رعب المزهريّة خلف الباب
يحتفظ بالورد أعواماً
و كلّما قرر النوم يطفئ ساعة الحائط
يمهل الوقت كي يستريح
على نافذتك
حتى طلوع الشمس
ليقدّم لك إحساساً يفيض عن القلق
وإجازة من الكآبة
بعيداً عن السنوات التي تذهب مالحة
والأيّام التي تمرّ سدى.
رجل يبقى في الظلام
يربّي أملاً ليومٍ واحد
ويكسره في يومٍ مبهم
ليزرع أمل آخر
يقتاته في هشاشة يومٍ قادم.
رجل لا يحبّ المقاهي
ولا الأماكن الجميلة دقيقة التفاصيل
يحبّ الجلوس في باحةٍ جدرانها باهتة
يحرق كل ما لا يروقه من خيبات الأمس
يحبّ الأماكن الترابيّة
التي صنعتها خطواتٌ مرتبكة
يحفر أيّامه على الطين
ويبقي شيئاً من عشاءه للطيور
بعد أن يكتب على الصخور أسماء اصدقائه.