يومَ طفحتْ عن مرفقيَّ
مصطفى فتحي (1942 -2009) فنان سوري.
- الخميس 15 تشرين الأول 2020
على رسلها
على رسلها
تمشي فتاةُ اليُتم المُعجّل
لا سيقان للمنازل
حتى تتبع هاجريها
تُرى .. وبعد الرحيل
على من سيستند الجدار!...
في انشطار الزمن عن عابريه
تصاب الأبواب بداء الخرف المبكّر
تناظرنا غداةَ لقاءٍ
تجتبي الذكرى
تتفرّس الوجوه باكيةً أصائلها
كم مرّة هوتِ الأكفُّ على المقابضِ
وكم حفر ناقوس الحنين
ملامح الإدراك...
***
قلبي.. نَوَاةُ الذُّرةِ الأدقُّ
قلبي نواة الذرة الأدقّ
في هذا الكونِ
غداً أعزل
يواجهُ جحافلَ الألم
بضرباتٍ هادئةٍ!
نجلُ حزني
الأخير
كَبُرَ وتعاظمتْ في رأسهِ
هلاوسُ الطغاةِ
بمفردي
حملتُ على عاتِقِي
شآبيبَ الشَّجنِ
تناغي
في سِرِّها فاقَتِي...
رأيتهُم
في الحلمِ يعلنونَ
على نفسي
القصاصَ
ينهشونَ جِلدي
بغيرِ ضميرٍ
يومَ طفحتْ عن مرفقيَّ
طهارةُ الشوقِ
سفكوا دمي
فسالَ منِّي مُناجِياً..
ألا يا فَمِي اللاذع
في القُبلِ
أعِنّي على
ارتشافِ دمِي..