الأحد 22 كانون الأول 2024 | 9:32 صباحاً بتوقيت دمشق
رشـا صـادق

شيءٌ ما يدقّ البابَ

شيءٌ ما يدقّ البابَ
الشاعر
  • الأربعاء 19 آب 2020

**تشارلز بوكوڤسكي

ضوءٌ أبيضُ عظيمٌ يبزغ عبر القارّة
بينما نتودّد نحن إلى تقاليدنا الخائبة،
قتلنا كثيراً للحفاظ عليها
وقتلنا أحياناً بدافع القتل لا غير.
لا يهمُّ: الإجابات تتدلّى
بعيداً عن متناولنا
أبعد من اليد، أبعد من العقل.
قادةُ الماضي كانوا غير أكفّاء،
قادةُ الحاضرِ غير مهيَّئين.
نتكوّر بإحكام في أسرّتنا ليلاً، وننتظر.
إنّه انتظارٌ دون أمل، كأنّه
صلاة من أجل نعمة لا نستحقّها.
أصبح كلّ شيء أشبه _أكثر فأكثر_ بالفيلم القديم ذاته،
الممثّلون مختلفون، لكنّ الحبكة واحدة:
عديمة المغزى.

كان علينا أن نعرف، ونحن نراقب آباءنا
كان علينا أن نعرف، ونحن نراقب أمّهاتنا
لم يعرفوا؛ كانوا أيضاً غير مهيَّئين
لتعليمنا،
وكنّا ساذجين جدّاً فلم نتجاهل نصائحهم
وها نحن ذا اليوم، نعتنق جهلَهم كأنّه جهلُنا.
نحنُ هم، وقد تضاعفوا
نحن ديونهم غير المدفوعة
نحن مفلسون، في المال والروح.
هناك استثناءاتٌ بالطبع، لكنّها
تتأرجح على الحافّة
في أيّة لحظة
ستسقط كي تنضمّ لبقيّتنا
نحن الجامحين، نحن المهزومين، العميانَ
والفاسدين الحزينين.

ضوءٌ أبيض عظيم يبزغ عبر القارّة.
تتفتّح الورود عمياء في الريح النتنة.
غروتسكيٌّ* والحياة فيه مستحيلة
قرننا الحادي والعشرون
يُنازع كي يُولَد.

* غروتسكيّ: ظهر مصطلح الغروتسك Grotesque منذ القرن الثامن عشر على الأقلّ، وهو صفة عامّة تجمع الغريب، الغامض، المهيب، الرائع، البشع، القبيح، المتنافر، المزعج، والمنفّر؛ وبالتالي يستعمل لوصف الأشكال الغريبة والهيئات المشوّهة.
**تشارلز بوكوڤسكي (1920-1994)، شاعر أمريكي من أصلٍ ألماني.

ترجمة عن الإنكليزية: د.رشا صادق