في دماغي نبتتْ عشبةُ حبّك!
نبيل السمان، فنان سوري.
- الأثنين 3 آب 2020
في دماغي نبتتْ عشبةُ حبّكَ..
كانت برعماً صغيراً والآن أصبحتْ شجرة!
أنا اليوم، مضطرة لتغطية الشجرة كي لا يراها الناس.
العصافير تنتظرني حتى أعود إلى المنزل؛
فتبني أعشاشاً للفراخ التي تعيش على الحبّ الخالد
لستُ امرأةً من الغابة، لكن قلبكَ هو السبب!
تلك العضلة الصغيرة المنفيّة خلف قفصك الصدري، كلما مسّتني
نبتت الأغصان على ذراعيّ ووجهي، كأنني واحة في صحراء!
*
يقتلني الحب..
يحتلّ شطآني ويرفع راياته فوق التلال.
شرقي صحراء، وأمامي بحر من الأعداء
وعيناك نجمتان فوق قاسيون
تؤكّدان أن هذه البلاد لا تموت!
*
وطني فسيفساء بديعة في قلبي.. يتناهبها اللصوص..
قطعةً إثر قطعةٍ، يفرطون بيت عشتار وأسطورة جلجامش.
قلبي.. زمرّدةٌ كبيرةٌ تعيش على حبّكَ الخالد.. وتدافع عنه..!
*
القدر الأعمى لا يرى قلبي الصغير
الذي علّقته كجرسٍ على أغصان ليمونكَ الغضّ
عندما أفتح الشبابيكَ لعينيكَ وأقول ادخل
املأ جرار الشوق واكسرها فوق الحقول
كي ينتشر عبيركَ في جميع أرجاء الكون..
*
المسعفون ينتزعونَ الشظايا
ونحن نصنع حبّاً من مخلّفات الحرب
نسقيه من معجمنا الفتّاك كي لا يفنى مع الزمن.
لا ندخلُ مراحل السبات؛ لأننا نحيا
مثل قبلة سحريّة على جبين أميرة ميتة!
*
لا يحكم أهواءَنا، قانون في الحب!.
القلوب تزهر وتتحوّل إلى شجيراتٍ تخرج أغصانها من بين الضلوع، ما إن يمسّها ذلك الشعور الساحر.
أحببته كائناً من الكلمات القادرة على تشييد مملكة الأمل داخلي،
فالخيال يمكن أن يصارع الوجع ويشعرنا بلذة الانتصار..
الهزائم تسدّ الطريق، لكن نهر العبارات الخالد حوّلني إلى عشق أبديّ يزيح العوائق، ويجعل من حلمي بالاقتراب منه حقيقة... هل يمكن أن يبدد الخيال الحقيقة، ويفتح أبواب السعادة والنجاة؟
تُرى ما هو حجم الخذلان إذا ما جفّت أمطار الحروف، ويبست تلك الشجرة التي خرجت أغصانها من بين الضلوع؟
إذا كان هناك نهر للخذلان.. يجب أن يجفّ!.
ما سيبقى، هو ينبوع الحب فقط!.
*
الحزن يخترق قلبي، شوقاً لعينيه البراقتين
تلك العيون عبرت بي من ضفة الحرب والدماء.. إلى السكينة والأمل
هذا الكائن الذي أسمّيه رجل الغابة، كان يحميني من شرّ الهزيمة، ويهديني جناحيه كي أطير نحو الأفق..
كنا نرى الكون من أعالي السماء، ونحصي النجوم اللامعة ثم نوزع عليها الأمنيات، كي نبقى محلقين للأبد..
خذينا أيّتها السماء إلى حضنك الأزرق.. فهذه البلاد مليئة بالبؤس والشقاء..