أكنس من الهواء عطراً

لم تكن الموجة تقصد الشاطئ
ولا البحر أن يطغى على اليابسة
هكذا ارتبطا ببعضهما كالخيط والمسلّة
لكن الجروح لا علاقة لها بالأمر
قد تأتي من أي شيء!
آلة حادّة جرّبتها على يدك
أو نتوء من السياج
أو من إطالة النظر في المرآة
أو من أشخاص نحبّهم
وقد لا تكون عميقة
لكنّها تبقى للأبد.
وهكذا أريد أن أحبّكِ
عميقاً، عميقاً
ويبقى للأبد ... 
ليس لديّ حياة أخرى أعيشها،
تعالي الآن
ولأنّي كذّاب لا أريدكِ دائماً
أن أشتاق لكِ
أن تمنحيني فرصاً للخلاف
وفرصاً لأحضنكِ
وليس عندي ما أغريكِ به
سوى بعض النكات عني…
عن محاولاتي في جلب امرأة من رماد
قبل أن تحترق يداي
أعدكِ
ستضحكين كثيراً
ولا يمكن أن يحدث هذا في الحال
لأنّي وعندما أحببتكِ
كنتُ ظمآناً كشجرة سرو
شاحباً كجدار سجن
هزيلاً كعصا عجوز
عندما أحببتكِ
تخيّلتُ حبّاً عظيماً
في مسرحيّة
في قطار
حبّاً يأتي فجأةً كرصاصة
وأسرع من ذلك
يأتي من رمشة
وأكثر أكثر
لا يأتي...

آهٍ
يا قدميّ المرهقة
ويا قلبي المصاب
كيف تحملان هذا الجسد؟
عندما دخلتِ حياتي
تصوّرتكِ نهراً جارفاً،
وارتعدتُ !
ثمّ تصوّرتكِ عاصفةً تخلع باب بيتي،
ثمّ افتعلتُ ذلك بمفردي
كان نهراً من العبرات
وكانت عاصفةً من سعالي
الآن
ها أنا
أكنس من الهواء عطراً
وانعكاساً في الماء أريد أن أرى ..
ولا أرى غير وجهي...