الأحد 24 تشرين الثاني 2024 | 5:16 صباحاً بتوقيت دمشق
علي العقباني

ظلُّ الشَّامِ

ظلُّ الشَّامِ
مروان قصاب باشي ( 1934-2016) فنان سوري.
  • الأربعاء 8 تموز 2020

وحدَها
طرقاتُ الشّامِ تعرفُني
ترتدي صوتَ الحنينِ والموتِ المُصفَّرِ اللون،
مررتُ بأصابعي عليها
دحرجتُ قلبي على عتباتِها المقدَّسة،
ياسمينُ الرّوحِ ذَبُلَ على أبوابِها
أمنياتي الصّغيرةُ نامتْ على أدراجِها
قلتُ لها: "يكفيني أن تفتحي ذراعيكِ
وتقولي: روحي بالانتظار".
تعرفُني وأعرفُها كما لو أنّني هي
تقول لي: "سأبقى أحرُسُ حلمَكَ"
أغفو قربَ أهدابِها... كغريقٍ يتعلّقُ بروح.
*
لا أبالي بشيء
ذاك أنّني كلّما مررتُ بالشّام
تعثّرتُ بعطركِ
وكان ياسمينُ الرّوحِ دليلي إليكِ.
*
لا تعبَثْ بدمشق
فمن قاسيونَ يُطلُّ اللهُ على الأرض.
*
المرأة التي قبّلتُها تحتَ قنطرةِ باب شرقي
كانتْ دمشقُ شاهدةً عليّ.
*
لا أطلبُ من قلبكِ غيرَ حضوريَ الدائمِ فيه
ولا من أصابعِ يديكِ غيرَ ملمسِ روحي عليها
لا أطلبُ منكِ سوى البقاءِ للأزل.
ثمةَ مِساحةٌ من الغموضِ هنا
حيثُ تأتينَ ولا تأتين
تبقينَ ولا تبقين
تقرّرينَ الذَّهابَ إلى المستحيل
ترمينَ حلمكِ في دمي
تغيّرينَ كلَّ شيءٍ؛
الوقتَ والانتظارَ والحبَّ
حتّى قلبي... لا أستطيعُ التأكُّدَ من خفقانِهِ
دونَ أن يكونَ اسمُكِ حاضراً فيه.
*
على أبوابِها السَّبعةِ رسمْتُ صورتَها،
كلَّما ناديتُها
اهتزتْ حجارتُها
ونامَتْ روحي وحيدةً في أزِقَّتِها
*
قبل أن أنامَ
كنتُ أرى دمشقَ
تخلعُ رداءَ القمرِ عليكِ
فتحيلُكِ نجماً وأرضاً
ترقصُ من الفرح.