السبت 23 تشرين الثاني 2024 | 11:19 صباحاً بتوقيت دمشق
نور الموصلي

لكنْ أمَا من عَشاءٍ أخير؟

لكنْ أمَا من عَشاءٍ أخير؟
نذير اسماعيل (1948-2016) فنان سوري.
  • الأربعاء 24 حزيران 2020

وجعاً على جنبيك أغدو
ثم تغدو...
وجهك الأفقُ المديدُ
ملامحي كلُّ الجهاتِ
فمن يحاصرُ مَنْ؟!
وكيف أعودُ منك لبعضِ ذاتي
لو لماما؟
تهذي برجعِ اسمي، أصمُّ جوارحي
أمضي سدى...
يرتدُّ صوتُك عن مداي
أصيرُ للمنفى صدى!
وأصيحُ: كم من كون سينكرني!
لأدركَ أنَّ كفِّيك الزَّمانُ.
خطاك أبعدُ ما تمادى من مكانٍ
أنَّني أفقٌ غويُّ التِّيهِ
لكنِّي بلا خيطِ امتدادك فيَّ
كم أمسي حطاماً!
الآن أجمعُ كلَّ أضوائي
وأسطعُ في مدارك
ليس يرهبني انعكاسُك فيَّ
بل..
أمشي ويتبعني لهيبُ حرائقي
الآن أهرب منك لا أدري إلامَا؟!
****
نحبُّ الإله
ونؤمنُ بالعدلِ مهما ظُلِمْنا
وإنْ حلَّ فقرٌ
ترى كلَّ أمٍّ
تهدهدُ بين يديها صغيراً
تعدُّ لهُ من حساءِ الحجارةِ
ما قد تيسَّرَ
تلقِمُهٌ صُوَراً من جنانٍ
بلوزٍ وتينٍ وخيرٍ وفيرْ
فيكفرُ بالجوعِ ربٌّ صغيرْ!
نحبُّ البلادَ
ونذبحُ أبناءَنا إذْ تجوعُ
ونغسِلُ أرجلَها بِدمائنا
ونزرعُ للنَّاسِ حقلَ عظاتٍ
وكرمَ وصايا
وكُرمى ثراها -ولا ضيرَ- نُصلَبُ!
لا ضيرَ.. إنَّا إليها أخيراً
لمنقلبونَ!
ولكنْ أمَا من عَشاءٍ أخير؟