جديلة وسرب من المسافة
اسماعيل نصرة، فنان سوري.
- الأربعاء 24 حزيران 2020
تكسرين رتابة الوقت
وأنتِ تقطعين الليل إلى خصل
وتعقصين بها شعرك.
يا خصرها الممتدّ مثل سارية
أنا البحر والمينا
أنا فورة المدّ
كيف لك أن تشقّي ظلمة الليل إلى نصفين؛
تاركة السرمديّ يغشى بثوب وحدته؟!
اللواتي يقطعنَ جدائلهنّ بشكلٍ محدّب
يفكّرن أن تغدو تلك الجدائل عناقيد يلففنَ بها رقاب العائدين
تعلَقين على أطراف أصابعي
كما يعلق العرَق على الشفاه اليابسة!
أتناثر كحبيباتِ الضجر، وأنتِ تعبرين وجهي البائس
أقول للبندقية:
علينا أن نموت سوياً... كلّ الطعنات تركّزت في الصدر
أشتهي طعنةً من الخلف!
الموت ليس مخيفاً بالقدر الكافي! وأنت مكسوٌ بامرأةٍ طويلة؛
طويلة كمشنقة!
من حقّ المسافة أن تكون أقصر بين كفّين تعاقدا
كفوفنا صدئة... هاتِ وجهك
أريد أن أشعر أنّ الدم بات زمرّد، وعيناي نجمتان !
تسرعين كما الوقت
يحبو على ضحكته
كلّ المواعيد تسابقك نحو الوصول
لا الأماكن ولا صوت الليل
يدرك المسافة العتمة
العالقة بين الشفتين!
تتصاعدين كضحكةٍ، وتمسكين الليل من ياقته
عليه أن يكون أطول؛ كي يؤزر خطوتين تتناقلان رغم المسافة..