الأحد 24 تشرين الثاني 2024 | 9:13 صباحاً بتوقيت دمشق
مصطفى الحلو

محاولة لكسر الثبات

محاولة لكسر الثبات
محمود مجدل، فنان سوري.
  • السبت 11 نيسان 2020

شراعك الملقى والريح تصفع ظهرك العاري
لازلت تشعر بالتماسك
تقول عيون العابرين فيك
تتكسر الأصوات فيك وأنت تشدّ حلقك كي لا يهيج مثل ثور
وأنت تشعر بالتماسك!
كفّيك اليابسان العالقان على جذع الشراع
تحولا إلى دفّة مثل بوصلة فقدت ذكاء الاتجاه
تفكّر في ثقب المركب الخشبيّ بحجم قلب
لترسم عليه صور من مرّوا على الشاطئ يلتقطون صور الذكرى والوداع.
لن يفيدك أن تكون سارية بوجه الريح تلوى
فالأسماك الهاربة من قسوة المدّ
تشاهدك
خانتك الذراع!
عليك أن تفكر جيداً كيف تحني خصرك مثل خيزران
كي تشعر بالتماسك
تتوردين بتعبك الملقى على كفيك
وأنت تعبرين المد مثل مرساة
تجافيك الريح الغافية على ظفائرك الليليّة
وهي تحاول الاستناد فيك لا أكثر
تقول مرجانة محاصرة
النساء اللواتي يعجنَّ المساء في قهوتهنّ
لابدّ للصبح أن يستأذن منهنّ قبل أن يلقي وشاحه
ويتعرّى
تكفيك امرأة واحدة
كي ترسم تضاريسك بشكل أفقي
من بين تجاعيدك العتيقة تفتح بكفيها تلّتين ونهر
وعلى صدرك المعشوشب ضفائرها تنساب
تكفيك امرأة واحدة
كي تدرك أن الهضاب ليست من اختصاصات الطبيعة
وأنّ الناي يبكي في عزّ لحظات فرحه
تكفيك ابتسامة واحدة
كي تحصي من تحت شفتيها
عناقيد عنب
ومن بين نهديها غفوة محاصر