الأحد 24 تشرين الثاني 2024 | 8:42 صباحاً بتوقيت دمشق
عماد أبو أحمد

سيظلّ هذا الكون يصغي للضجيجِ

سيظلّ هذا الكون يصغي للضجيجِ
أنس البريحي، فنان سوري.
  • الجمعة 10 نيسان 2020

قبل انتحاري.. قلتُ: يا أمي،
مشاعرنا الكبيرة لاتهمُّ الكونَ
موتي لن يغيّر صورةَ الأفلاكِ
لن يُحيي شموساً أوجع النسيانُ شعلتَها
وموتي لن يسبّبَ علةً في الجاذبيّة..
ربما الأرض الثقيلة هذه ستصير أرشق حين أتركها
وتتركني..
وموتي لن يغير مارآهُ الغيبُ فصلاً واضحاً.
-منذ انفجار اللحظة الأولى فراغٌ كان يحملنا
-فراغُ كان ينقصنا
- سحاب أحمر “ لكن عديم اللون“
-بُعدٌ رابعٌ ومؤقتٌ
-نجمٌ وثقبٌ أسودٌ يتراقصانِ
-مسافة ضوئية ترثُ الجهات
-مجرَّةٌ تجري إلى أخرى بكلّ أنوثة
لتذيقها طعم الصدام
هناك كان الضوء عرَّابَ الفضاء..
ونحن كنا شاهدين ولم نكن..
**
قبل انتحاري
لن تراني الأرضُ يا أمي خفيفاً أخرقُ الأجواءَ
- ماذا لو نجوتُ بلا هواءٍ في الفضاء؟
إذن سأشرب وقتها بُنَّ الحقيقة والخيال
ولن أفكر من أنا
قبل انتحاري...
**
قبل انتحاري
قلت: يا أمي
“مشاعرنا الكبيرة“ لاتهمّ الكون
موتي تافه..
وأنا كذلك تافه..
سيظلّ هذا الكون يصغي للضجيجِ
إذن لماذا قلت إن الكون يا أمي اختفى
بعد انتحاري؟!