عندما يجدون سفينة نوح
(انترنت).
- الجمعة 10 نيسان 2020
*بيج لويس
"فوكس نيوز" تشتري حقوق البثّ الحصريّة
أمّي تغرز أظافرها في راحتي.
تسألني: "هل هذا بثٌّ مباشر، هل هذا بثٌّ مباشر؟"
عندما يشقّون طريقهم للسفينة أقسمُ أنّني
أستطيع أن أشمّ مزيجاً من البلح الحلو والترمس.
لا يحتاج الرجال ضوءاً.
السفينة تسطع نابضةً
أرضيّاتها مبرقشةٌ بالقشّ، ملتويةٌ بالرطوبة، منحنية،
اسطبلاتها واسعةٌ مليئةٌ بالنساء
نساء يندفعن على أطرافهنّ الأربعة،
رؤوسهنّ مسحوبةٌ للخلف، أفواههنّ مغشّاةٌ بالزبد
نساءٌ ينمن مشدوداتِ الظهر على
عوارض من خشب، نساءٌ يتكلمنّ زقزقةً وزغاريد.
أمّي – وقد انتظم تنفّسها – تقول "لا يمكن أن
تكون هذه سفينة نوح؛ أين العِظام؟ أين الرجال؟"
الرجالُ يجدون امرأةً وحيدةً في اسطبلها، متكوّرةً على نفسها بجانب وعاءٍ مقلوب يرفعونها،
يرفعون الوعاء؛ الوعاء يفيض بالغبار
والغبار، تتوقّف النساء عن الحركة، تأخذ سفينة نوحٍ بالامتلاء.
الرجال يريدون إنقاذها، لا أحد يرغب أن يكون شاهداً عليها تغرق بالغبار.
يرمون الوعاء خارجها قبل أن ينقطع
البثّ التلفزيونيّ. في الخارج، بحيرة ميشيغان تفيض بمعجون رماديّ سميك.
في الخارج، تُغلّفُ الأحجار
في الداخل، أمّي تعيد مشاهدة اللحظات التي
تسبق توقّف الكاميرات.
عندما تتكاثف الغيوم على سقفنا تسألني:
"ألا تظنين أنّ اللواتي يركضن يشبهنني قليلاً؟"
*شاعرة أمريكية