الجمعة 22 تشرين الثاني 2024 | 0:53 صباحاً بتوقيت دمشق
معتز نادر

هناك في الأحشاء

هناك في الأحشاء
رولا أبو صالح - فنانة سورية
  • الجمعة 27 آذار 2020

الساحر
الجبال تتكىء على بعضها
وفي الأسفل سعي الحيوانات الحثيث وصوت الحشرات الصغيرة
وصدى تأخذه أينما حللت
هناك براعم زهريّة تنفلت على الربيع فيما يغذّي نهر قديم الكائنات
وقبل الإياب تحمل القرويّة اليافعة صُرتها وتُرخي الملاءة من على خصرها وترحل-
وفي الأفق تنزلق الشمس المسحورة....
مضت سنوات على الحكاية وصار الصبيّ شابًا
وفي أحد الأيام عاد من عمله باكرًا، عابسًا صامتًا
ومع أوّل الفجر حيث الشمس ما زالت نائمة
قام من فراشه -فتح النافذة وطار مع سرب البجع!!
****
حكايا العيون
انظري إلى الشابّة هناك، وكأنّها تبرّعت بعينيها
إذ لا ضوء فيهما ولا حياة
ومع أنّها شامخة ومشرقة في لوحة البهو الرئيسيّة
إلا أنها ترقص شاحبةً الليلة.
وبعد أيام سألوا عنها فقالوا غادرت المنزل-
خرجت صامتة بطيئة، شعرها منسدل على كتفيها
خرجتْ وروبها الأبيض يُظهرها كظلّ امرأة في طريقها للقبر،
وفي منزل قريب ظهرت واحدة من البنات المتعيّشات ..
غريب!
إنها تشبه الفتاة ذات الروب الأبيض
!الفتاة الشاحبة
بل لها نفس عينيها الإنسانيّتين...
****
رحم
تخيّلوا؟
جميعاً كنّا هناك
في تلك البقعة المليئة بالخيالات والصور،
إنّ المرء يتعجّب إذ عاش يوماً هناك
لا يبتعد سوى مسافة قصيرة في جسد كائن يخصّه..
وعندما نخرج كائنات زهريّة صغيرة
نصرخ بطريقة تهزّ القلوب
ماذا يوجد هناك كي نخرج باكين مذعورين
لا بدّ أن هناك في الأحشاء حيث لا أحاديث
الشيء الآسر والأكثر أبديّة
هناك في البعيد
هناك في الأحشاء...
*
.. من المقيت أن يضطر الرجل للكذب،
قلتَ بأنّك لم تكن في المنزل
وهذه كذبة صغيرة!
(مع أنّ الكذب خوف دائم من الاّخرين)
هي كذبة صغيرة
ولكن ماذا عن حبّنا؟