الشمس
كاظم خليل، فنان تشكيلي سوري
- الجمعة 25 كانون الثاني 2019
*آن سكستون
سمعت عن سمكٍ
يخرج إلى الشمس
ويبقى إلى الأبد,
مُتكاتفاً.
أسرابٌ من سمكٍ لم يعد,
سمكٍ محروم من بقاعهِ وعزلته الأبيّة.
...
أفكر بالذُباب
الخارج من كهوفه القذرة
إلى الميدان.
شفافٌ في البداية,
ومن ثَمّ أزرقٌ بأجنحة نحاسيّة,
يبرق على جباهِ الرجال.
لن يجفّ كطيرٍ أو بهلوانٍ,
بل كأحذيةٍ سوداء صغيرة,
...
كائنٌ مُشابه أنا,
يُمرضني البرد ورائحة المنزل.
أتعرّى تحت عدسة مُكبرة حارقة,
وأُشرّع بشرتي كماءِ البحر.
...
أيتها العين الصفراء,
أسقِميني بحرارتك,
دعيني أصاب بالحُمى والكرب.
أنا الآن مستسلمة تماماً.
ابنتكِ, لحمكُ الشهي,
كاهنتكِ, فمكِ وطائركِ.
وسأخبرهم كل القصص عنكِ
إلى أن أُمدد إلى الأبد,
رايةً رماديّةً مهلهلةً.
أيار (مايو) 1962
****
(نص من كتاب يصدر قريبا عن دار التكوين)
شاعرة أمريكية من مواليد تشرين الثاني (نوفمبر) 1928 بولاية ماساتشوستس، وتوفيت منتحرة في بيتها في 4 تشرين الأول (أكتوبر) 1974 بعد صراع طويل مع الاكتئاب، وعدة محاولات انتحار فاشلة. تعدّ سكستون من رائدات الشعر الاعترافي الأمريكي إلى جانب روبرت لويل وسيلفيا بلاث وجون بيريمان وغيرهم ممن كتبوا بجرأة وصراحة عن مواضيع شديدة الحساسية والخصوصية كالانتحار والاكتئاب والأمومة. بدأت كتابة الشعر بناءً على نصيحة طبيبها النفسي في عام 1957 بعد محاولة انتحار فاشلة. فازت سيكستون بجائزة البوليتزر عام 1967 عن ديوانها "عِشْ أو مُتْ", وقد اخترنا قصيدة "الشمس" من هذا الديوان.