موت طبّ الأسنان
الشاعر
- الجمعة 17 كانون الثاني 2020
راسل إدسن*
لسببٍ من الأسباب، نما من الأرض عِرقُ أسنان، دون فكّين ودون شهيّة، كأنّه معدنٌ من المعادن أو حجرٌ كريم.
تقاطر إليه كلّ الذين ليس لديهم أسنان، قضموا الأرض ثمّ غادروا وقد انغرزت الأسنان في لثّتهم.
لا يمكنك أن تتنبّأ بما ستحصل عليه أرحاء، أسنان فأر صغيرة..
صاح رجلٌ كان بلا أسنان: لقد أصبحتُ وسيمًا بفضل ابتسامتي التي تكشف عن أسنان فرس نهر!
آها! لكنّ الأسنان مصمّمة لتلائم نظامًا غذائيًّا معيّنًا! ذاك الذي حصل على أسنان بقرة أخذ يأكل العشب قائلًا: لا أحبّ العشب، لكنّني آكله لأنّه يلائم أسناني!
الكسيح الذي يتوجّب عليه انتعال أحذية بشعة لا يمانع ارتداء خفّ زجاجيّ؛ إن ناسبكَ الحذاء، انتعله.
لذلك، انتعلوا أسنانهم مثل الأحذية، العديد ممّن طبّقوا تلك الحكمة مشوا على أسنانهم! آخرون سبقوهم بخطوة في المحاكمة المنطقيّة؛ رفسوا الأرض فانغرزت الأسنان بأقدامهم.
إنّها أحذية طريفة، قال البعض، لكن إن ناسبك الحذاءُ...
وهكذا، ارتقت محاكمتهم المنطقيّة أكثر، فحشروا الأحذية في أفواههم صارخين: لدينا أسنان جلديّة!
من الرهيب أنّ طبّ الأسنان الذي قطع شوطًا كبيرًا في التطوّر، مات تحت أقدام المنطق البشريّ!
*Russel Edson شاعر وروائي أمريكي 1928-2014 يعتبر عرّاب شعر النثر في أمريكا.