الأحد 22 كانون الأول 2024 | 2:14 مساءً بتوقيت دمشق
رشـا صـادق

سوناتا

سوناتا
سعد يكن، فنان سوري.
  • الأحد 3 تشرين الثاني 2019

صوتٌ أوّل: أنا
أيضًا: أرقص في اللهب
نشازٌ: جلدي المحترق على الطبول.
أغمض عينيّ الساخنتين
أتسلّقُ عشبَ الشهوةِ العالي،
فيه تضيع نهودٌ ولا تعترف
عواءُ الشهوة أعلى من كتفي، طويلٌ كخيالٍ ليليٍّ
أحدّق بحنجرتي وأسألكَ إن رأيتَ صوتي
خلف عينيكَ!
تركضُ أحذية رقصٍ حمراء ودمٌ وبناتُ آوى
تتخفّى في العواء العظميّ
نتمايل كلّنا في تلكَ الريح:
امرأةٌ، رجلٌ، وعاشقات.
*
صوتٌ ثانٍ: بيانو لا يتّسعُ لليد اليسرى
أختبئ بين الأوتار، ألحسُ حلمتي الفاغرة كبرعم
الكثير ممّا يمكن شرحه للحليب:
فم الحلمةِ المسالم، الشّفة السّفلى، براعمُ الأنثى،
الحادُّ، لسانُ الذكرِ الشّوكيّ، طعمُ كلّ هذا معًا
لكنّها سوناتا لعازفٍ واحدٍ فقط،
الأوتار تضرب رأسي، الصّدى يقطّعني إلى سوناتا أخرى
تتأخّر بقدرِ صمتٍ صغيرٍ عن فمك
في الخارجِ أنتَ تضاجع البيانو
في الداخل أنا، صمّاءُ كثيرًا، رنّانة
توجعني هذه الكدمة بالذات، تحتَ قلبي.
*
صوتٌ مئويّ: الإجاص فوق الطّبق
أمشّط شعره الذهبيّ بمشطٍ صغير
بجانب الطبق مكحلة وزوجُ عيون
تكتمل الطبيعة الصّامتة:
المرأة التي لا تعرف الرسم تقارنُ استدارة وركيها
بنضج الإجاص
تغمسُ أظافرها بالكحلِ، تشقُّ ذكورتك
تضعُ ثلاث نقاطٍ شهوانيّة لامعة.
يُتعبني الاكتمالُ، أنام...
*
ما ليسَ صوتًا: قلتُ كثيرًا عنّي
سأتركُ عينيّ لكَ الآن
كي تتفحّص عريكَ مليًّا
بينما أقشّر جسدك للنملِ كحبّة جوز
صفوفٌ من الأسنان تقضم قلبك
تفرُّ به للخلف ولا تلتفت
أقصّ الأجزاء الذكوريّة النافرة،
غير المتجانسة، المتعجرفة، الصّاخبة
لم أنتهِ بعد
لم تتوقفْ عن الكلام.