الأحد 22 كانون الأول 2024 | 10:6 صباحاً بتوقيت دمشق
أضواء المدينة للشعر ودراساته

"براءات" مجلة فصلية للشعر

اللوغو الرسمي للمجلة - فيسبوك
  • الجمعة 25 كانون الثاني 2019

تصدر مجلة "براءات" في عددها الأول، عن منشورات المتوسط بتاريخ 21 آذار/مارس 2019، وبالتزامن مع يوم الشعر العالمي. وهي مجلة عربية فصلية خاصة بالشعر، ستصدر ورقية على رأس كل فصل من فصول العام. كما وستكون إلكترونية بنشاط شبه يومي.
وبعض ما جاء في تعريف المجلة:
منذُ أمدٍ بعيدٍ لم نعدْ نسمع في الأرجاء منادياً ينادي: "لقد مات الشعرُ"، فقد خمدتْ الأصواتُ المؤبّنةُ لهذا الفنّ العتيق بعدما فشل الجميعُ في إعطاء دليل ملموس على أنّ أحداً حضر جنازته.
ذلك لأنَّ الشعر لم يمتْ يوماً ولن يموت. ومن قِصَرٍ في النظر وفقر دمٍ في الخيال أن يتصّور أحد ما بأن فتوحات العلم أو اجتراحات الفكر أو تسارع التقنية؛ قادرة على قمع الرغبة في أن يكون الإنسان شاعراً أو مأخوذاً بالشعر.
الشعر فنّ بريء. وتعبير هايدغر "الشعر أكثر الأفعال حظاً من البراءة" وَضَعَ الشعرَ بإزاء مهمة تكاد تكون مستحيلة مؤداها أن القول الشعري لا يُصرَف ولا يستثمَر في مداولات كلِّ ما هو نافع، وقد يخسر براءته في سوق الأيديولوجيا أو مصارف الرأي وفي كل ميدان يجري فيه التغالب بين الناس.
هيدغر هو القائل أيضاً "إنّ أكثر الأشياء ضرورة هي تلك التي لا نفع فيها" لأنها وحدها القادرة على تغيير طريقة الإنسان في الكلام عن نفسه وعن العالم. و"ما لا نفع فيه" سيبقى بعد انتهاء ما انتهى نفعه فاندثر، ألم يقل هولدرلين "ما يبقى يؤسسه الشعراء"؟
هذه البراءة التي هي الاسم الآخر للشعر، لا تنفكّ عنه، بل هي بدّه اللازم وشرطه التامّ، ولهذا لنْ يُقيَّضَ البقاء لنصوص تشبهتْ بالشعر لكنها داهنتْ أغراضاً أو توسّلت منفعة أو استجدتْ قولاً منصوصاً عليه، نصوص تتقدّم وعلى محياها ابتسامة عريضة، تشبه ابتسامة المرتشي.
مجلة "براءات" ستصدر عن دار "المتوسط" التي تعبر عن نفسها بأنها "دار نشر مستقلة ذات موقف جذري، تؤسس ديناميكية في اختياراتها وآليات عملها انطلاقاً من موقفها". براءات ستعمل تحت هذا التعريف ذاته. وسيكون مديرها المسؤول خالد سليمان الناصري، ويرأس تحريرها أحمد عبد الحسين.