الأحد 22 كانون الأول 2024 | 10:50 صباحاً بتوقيت دمشق
دينا شليويط

مساءات عدسة

مساءات عدسة
عدسة دينا.ش
  • الأربعاء 28 آب 2019

انعكاس


1-
"دعي الأشياءَ تأتيكِ هي
لا تذهبي أنتِ"
تقول صديقةٌ حكيمة
2-
كان الحذاء لا يناسبُ
الطقس يومها..
و لا مزاجي المتقلّب
يسمحُ برفعِ نظري للاستمتاع
ببيوت المدينةِ القديمة..
فاكتفيت..
باستنشاق رائحةَ خشب الأسقف
بعد المطر
و تركت عقلي يكلّم نفسه ..
كان يثرثرُ طوال الوقت
أنّه لا يجب إجهاد ذاتي
بتعلّم شيءٍ لا أحبّه
فقط لأنّه ضرورة
و أنْ لا شيء يستحقّ العناء
من دون حبّ
3-
بقعةُ الماءِ الدائريّة
امتلأت بدقّة وسطَ الطريق ..
كان لونُ الحذاءِ الجديد
يوشوشُ لي :
"صوّريني"
و بيوت المدينةِ القديمة
انزلقت لجانبه
لتدخلَ أيضًا في الصورة ..
4-
فقط أحبّي ..
وكلّ شيء يأتي إليكِ
حتى..
بيوت المدينة العالية..
مساء نهارٍ
متواصلٍ من المطر..
(30 مارس 2019)
****
Silhouette

1-
الآن،
تفتح العدسةُ عينها
نحو الأفق..
خطوط الأشجار ..
أسلاك الكهرباء
وأعمدة أضواء البلديّة المحروقة
تفرض نفسها على وجهِ الصورة،
الشمس خلفهم مترصّدة..
وحيدةٌ
تظهر بلونها الحقيقيّ
و تعطي الآخرين لونَ السّواد
2-
تتدحرج العدسة
باتجاه الأرض ..
زغبٌ أخضر بدأ ينبت
بعد أوّل مطر..هذا العام
تحتهُ تمامًا
دفنّا عصفورًا، أيّامَ الطفولة
وبجانبه قليلًا
زرعنا ليرةً نقديّةً
كي نصبح أغنياءَ حين نكبر ..
3-
هنا
عند شجرة النقود..
تغمضُ العدسة..
تفكّرُ بأطفال الآن
بوجوههم..
وراءَ أضواءِ الأجهزة الذكيّة
تحزنُ لأجلهم
فهم لا يعرفون
رائحة العشبِ والتراب
ولا معنى الأمل
من أنْ تزرعَ ليرةً
وتسقيها كلّ يوم .
(3 يناير 2019)
****
ظـــــل

1-
منذ كتبت يومًا
"غبار المعركةِ يقترب
يداي تنشرانِ الغسيل
وعيناي تحلمان بلونيهما في عدستك"
وعلاقتي مع تلك الحبال..
أخذتْ تكبر..
2-
الآن
عدستي ..
لا تترك حبلًا دون أنْ تلتقطهُ
وأنا
أتذكّر معها ما كتبتْ
ثم أسأل نفسي
خلسةً عنها:
ماذا تنتظر هي الأُخرى؟
(22 مارس2019)