أنبشُ في رمل الأحلام
رنا حتمل، فنانة سورية.
- الأثنين 26 آب 2019
مرساة
أقرأ قصيدة عن البحر
وأعود عطشًا جيوبي يملؤها الرمل
أصغي للصَدفة التي اختلستها من خيال
فيجرفني الصمت نحو جزره القصيّة
أحاول إرضاء جذوري، أنا القادم من البادية
أرعى الموج في حقول الحيرة
وأطاردُ المراكب والسفن كأنّها الذئاب
أنهض من كبوتي
وأنفض عن ملابسي وهم البحّارة
ليفاجئني المجَاز بمرساته العالقة بقاع دهشتي.
***
ثقب
منذ أن رمتني الحرب في سجون الاحتمالات
وأنا أحفرُ في جدرانها لعلّ ضوءًا ينفذ إليّ
لكنّني فقدت أظفاري وقوّتي
وأحلامي التي سقتها أنثى من محضِ الخيال
والآن
أنا جدارٌ في غرفة الحزن
ما إن يدقّ مسمارًا فيَّ
حتى ألوي عنقه
وأسدّ ثقبه بدمعة.
***
عش
كلّما عصرت العتمة امتلأت كأسي بضحكتك
وسالت على تراب الشوق حموضة الانتظار
لم يكن في نيّتي شرب صوتك
لكنّني منذ غصصت بماء وحدتي
صرت أنبشُ في رمل الأحلام
وأتقلّب ذاتَ اليمينِ وذات اليسار
لعلّك تجدين بقربي نبع السعادة
أنا يا حبيبتي أتلمظّ اسمك
في كلّ أغنيةٍ وكلّ قصيدة
وأمنّي نفسي بأعنابك
فمنذ ملأني الفراغ
ثارت عليّ قبائل الحروف
وهدرتْ دمي
لكنّك بنيتِ عشًّا على باب قلبي
فعادت القصائد خائباتٍ إلا منكِ
تغني حضورك الساديّ
وترتدّ عن أحزاني.