العدد (1) من مجلة الغاوون / آذار - مارس 2008
- الأثنين 12 نيسان 2021
صدر العدد الأول من الجريدة الشعرية "الغاوون" ويرأس تحريرها زينب عساف وماهر شرف الدين، وتتضمن زوايا وأبواباً متنوعة ومختلفة، القاسم المشترك بينها جميعاً انها تنحاز الى الطرافة والتجديد، في الشكل والمضمون، وتتطرق بجرأة وشفافية الى انماط من القضايا المنفتحة على الشعر في ابعاده وفضاءاته الواسعة.
تشتمل محتويات العدد على الموضوعات الآتية: ايها الشعر ايها النثر (ماهر شرف الدين)؛ أملي يحييكم (ميشال دوغي)؛ اي اثر ستتركه اسماؤنا (شوقي عبد الامير)؛ عن تسليم الشعراء وزارات الثقافة (علي حسن الفواز)؛ انهيروانا سركون الاكدي.. أول شاعرة في العالم (ترجمة وتلخيص: كامل جابر)؛ السيدة ذات القلب الأعظم للانهيدوانا؛ غياب جسد الرجل كموضوع عن نص الشاعرة العربية (محمد ديبو)؛ القصائد الرسوم المتحركة (محمد بركات)؛ المراهنة بالبياض على بياض... الكراريس الشعرية في المغرب (عبد الغني فوزي)، الشعراء المغاربة الجدد. جيل المشيتين (منير بو لعيش)؟ في مدنية واضع قواعد الشعر (الفراهيدي) ومحطمها السياب.. كيف يعيش شعراء البصرة (علي محمود خضير)؛ من الربيع الى الكركدن.. شعراء الملك فاروق (أحمد حسن)؛ "الغاوون" تعثر على قصيدتين مجهولتين لأحمد عبد المعطي حجازي (وائل السمري)؛ عن صلاح جاهين وتحويل الغزل الى شعار يؤسس لسلطة الاثارة الثورة (نصر جميل شعث)؛ الشعر لا يلمع مع صابون الحلاقة (حكيم عنكر)؛ عدم الثقة بالآباء (عبد الوهاب غزاوي)؛ معرض لجمانة حداد عن كتابها "مرايا العابرات في المنام"، طفلة مقطوبة العينين (نوال العلي)، ملاك (قاسم حداد)؛ الصورة القديمة (لميس سعيدي)؛ العالم لم يعد يحبني (تغريد الغضبان)؛ السرو كلب الشجر (زينب عساف).
من افتتاحية العدد الأول لرئيس التحرير بعنوان ".. وقيل ايضاً: الغاوون من الناس"، نقتطف:
"لن يقولوا، كانت الأزمنة رديئة، بل سيقولون: لماذا سكت الشعراء. هذه العبارة التي قالها برتولد بريشت في الزمن الذي أعقب انتصار النازية في المانيا، والتي ترد الاعتبار للشعر ولدوره، هي على قدر كبير من الجنون. جنون الايمان بالشعر ومركزيته في التغيير. لكن بهذا الجنون (القناعة)، فقط، تبرز "قيادية" الشاعر. بهذه الأوهام الكبرى ينتصر الشعر. على مثل هذه المعادلة "الضالة" تبني "الغاوون" فكرتها. تبدأ سيرتها. فاذا اقتنعنا ان الجنون قدر الشعراء لا مرضهم، فلا بد لهم من جريدة اذاً. لا بد لهم من مواكبة مستمرة لهذا الجنون. اصدار جريدة خاصة بالشعر، وفي مدينة كبيروت طردت فيها السياسة كل ما عداها، لا يعني اولاً، تحويل الشعر فعلاً يومياً، قدر القول انه يحتاج الى مشاريع ايضاً. تريد "الغاوون" ان تترك الشعر لمصيره، لتقول له: نحن معك، تريد ان تصدق انه وهم، لكن من لحم ودم يجوع ويعرى ويتشرد. وأين؟ في هذه البلاد التي اغتذت من صدره قروناً، وأنجزت اجمل احلامها على ركبتيه".
تضيف الافتتاحية: "ولأن قلنا ان "الغاوون" جريدة فلأنها تطمح الى ان تكون كذلك، منشوراً يرصد لحياة الشعراء أيضاً، في وصف هذه الحياة جزءاً اساسياً في عملية فهم النصوص والحساسيات، وفي وصف هؤلاء الشعراء بشراً لهم همومهم وأفراحهم الصغيرة والكبيرة ككل الناس. ستكون "الغاوون"، اذاً بيتاً للشعراء، كما لنصوصهم وقصائدهم. ستكون حانتهم الورقية. ستكون منبر مرافعاتهم، وقاعة محكمتهم. ستكون رصيفهم. سترصد لهذه الحياة الصغيرة الموازية للكتابة: الحياة التي عاش المكتوب وكبر على جذعها".
وتختتم: "فريق عمل صغير لا يرهقه شيء أكثر من الحماسة الزائدة، سيتكفل اصدار هذه المطبوعة بدعم من مئات الشعراء والنقاد والأدباء العرب الذين لم يضنوا بكلمة تشجيع وفرح ووعد. بالطبع، يمكن هذه الجريدة الا تكون اكثر من مغامرة، لكن وكما زغم ملكنا الضليل (امرؤ القيس)، حين قال لصاحبه ذات يوم: "نحاول ملكاً أو نموت فنعذرا".